الأمومة غريزة فطرية طبيعية وهبها الخالق جل شأنه لأنثى الإنسان والحيوان والطير على حد سواء, وتعتبر من أسمى الغرائز فى الكون كله, فكل فتاة تحلم بان تصبح أما, ولذلك فإن أى فتاة تتزوج تنتظر على أحر من الجمر اللحظة التى تحس فيها بمؤشرات وعلامات الحمل, ولا تطمئن الأم، ولا يهدأ لها بال إلا عندما تظهر تلك المؤشرات والعلامات على ابنتها .. سبحانك يا الله، رغم كل المعاناة التى عانتها الأم, والصعاب والمشاق التى تحملتها, فإنها تشعر بسعادة لا مثيل لها إذا ظهرت علامات الأمومة على ابنتها، وتحزن أشد الحزن إذا لم تظهر تلك العلامات.. حكمتك يارب.. أهى غريزة المحافظة على النسل؟، فبرغم ما تعانيه الأم من آلام خلال فترة الحمل، فإنها تكون فى غاية السعادة والفرحة.. إنها الأمومة, وظيفة الأم الطبيعية التى خلقها الله وأعدها لها، وعندما تضع مولودها تمنحه الدفء والعطف والحنان، وتقدم له الغذاء الذى وهبه الله له عن طريقها, والذى هداه إلى هذا الطريق بمجرد أن يلمس صدرها بشفتيه, ويبدأ مشوار الأم فى أداء مهمتها.. إنه مشوار طويل وصعب وشاق، ولكنها تخوضه وتعبره رغم ما فيه من أشواك وعذاب.. تعبره وهى سعيدة مسرورة, فلقد وهبها الله القدرة على تحمل الصعاب، ومنحها الصبر والجلد فى مواجهة كل ألوان العذاب ، وفى نظير ذلك كرمها الله فى كتابه العزيز, وكرمها الرسول عليه الصلاة والسلام فى أحاديثه الشريفة, ولذلك يجب علينا أن يكرمها الأبناء فى عيدها ولو بالترحم عليها.
فؤاد محمد نصر أمين
رئيس قطاع بالمعاش