المرأة والهوية الوطنية المصرية

لعبت المرأة المصرية دورا مهما وبارزا فى تشكيل الهوية والصورة الوطنية للأمة المصرية. دائما ما كان دورها فى الثورات والنضال الوطنى محل خلاف بين الاعتراف والتهميش. على مدى التاريخ المصرى كانت المرأة المصرية جزءاً أساسيا من الحراك السياسى والاجتماعى. لم تتظاهر النساء بجوار الرجال بالشوارع والميادين فحسب، بل طالبن بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإعادة التفاوض على مجموعة متنوعة من الهياكل الاجتماعية والثقافية التى قمعتهن حتى تماهت مطالبهن مع مطالب حركات النضال الوطنى التى تأثرت بمقاومة المرأة المصرية للاستعمار، والإسلاموية، وتغيرات السوق النيوليبرالية، والأنظمة الأبوية؛ لترسم مسارات جديدة للمعارضة والتحول السياسى والاجتماعى.

فى هذا الملف نستخدم قضية النوع الاجتماعى كعدسة نفحص بها عن قرب كيف اقترن نضال المرأة من أجل حقوقها بالنضال الوطنى، والأدوار التى لعبتها المرأة المصرية فى تشكيل صورة أمتنا وهويتها، عبر تحليل الصور الجندرية للأمة وتأثير المرأة على الخطاب والقيم القومية. ونتتبع تقاطعات الجغرافيا السياسية والنشاط النسوى؛ لنستكشف علاقات القوة والسلطة فى السياسة الإقليمية والدولية لفهم كفاح النساء من أجل حقوقهن، عندما تصبح المرأة المصرية فاعلة جيوسياسية حاسمة منذ الستينات وحتى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وكيف يرتبط تنظيم النوع الاجتماعى ارتباطا وثيقا بممارسة وتنظيم السلطة الجيوسياسية، وما يترتب على ذلك من عواقب على نشاط المرأة. وأخيرا نرصد تفاعلات حركة المرأة المصرية، وعلاقتها بتغيرات النشاط الجندرى على مدار عقدين من الزمن، والعلاقة بين الحركات النسوية والقوى المختلفة ضمن المعركة حول مكانة المرأة فى المجتمع والسياسة المصرية.