عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أنا والكوفيد
21 مارس 2021
خالد الأصمعى


كتبت 8 مقالات عن كوفيد - 19 وقرأت عشرات التقارير عن هذا الفيروس اللعين واستمعت الى عشرات الكليبات التى تحكى وتنظر وتتكهن وتابعت عن كثب الصراع الأمريكى الصينى حول مصدر الفيروس من مدينة ووهان الصينية. كنت اتابع وارصد ولكن لم أتصور يوما ان اسقط ضحية له، كنت الحريص الذى يتنقل بالكمامة وفى جيبه زجاجة كحول ويتفادى لمس الأسطح والمصافحة والعناق وأفر من مناطق الزحام وأسدى لأولادى النصائح. حتى استيقظت يوما اشعر بالخدر والتنميل فى ذراعى وساقى اليسرى لا أعرف ماذا حدث ولكنى رحت كعادتى ارتب الأسباب واستخلص النتائج وفسرت الأمر فى ضوء انزلاق غضروفى احاط بى قبل 3 سنوات وكانت له نفس الأعراض وانغمست فى أدوية الأعصاب والحالة تتطور من السيئ إلى الأسوأ حتى عجزت عن الحركة وانطلقت بى زوجتى تقود السيارة كالمراهقين وسط الزحام حتى وصلت إلى مستشفى دار الفؤاد فى اقل من ساعة ودارت الفحوصات والتحاليل من العاشرة مساء حتى السابعة صباح اليوم التالى والقرار جلطة بالمخ وإيداع بالرعاية المركزة وهناك رأيت الموت يدنو ويقترب ورتبت كل افكارى على انى مغادر. بكيت عندما حملنى ابنى بين ذراعيه كالأطفال واكتشفت انه أول ضحاياى عندما اكتملت الصورة. بعد يومين من مغادرة المستشفى اتصل بى طبيب الرعاية واخبرنى ان مسحة كوفيد التى أخذوها فى اليوم الثانى جاءت نتيجتها ايجابية وان اطباء المخ والأعصاب خلصوا إلى ان الجلطة مجرد نتيجة للكوفيد.. ربى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين، وانصرف عنى طبيب العلاج الطبيعى فور ان عرف بالنتيجة. لكنى عرفت معنى الصداقة والنبل من رفقاء العمر وترحمت على والدى وأنا ارى اشقائى يغرسون سواعدهم.