عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قلعة الثغر.. فسحة فى قلب التاريخ
18 مارس 2021
نسمة رضا
عدسة ــ أحمد رفعت


اهتم السلطان الأشرف قايتباى بالعمارة الحربية، إلى جانب اهتمامه بتشييد الأسبلة والمساجد والمدارس وغيرها من الأبنية المملوكية الفريدة.



وخلال زيارته لمدينة الإسكندرية عام ١٤٧٧م، أمر بإنشاء قلعة عند الطرف الشرقى لجزيرة فاروس غرب المدينة، مكان الفنار القديم، الذى تهدمت جميع أجزائه عام ١٣٧٥م بعد زلزال مدمر، وأراد أن تكون تلك القلعة وسيلة لتحصين المدينة من الهجمات العثمانية المتكررة.



وشيدت القلعة على مساحة قدرها ١٧ ألفا و٥٥٠ مترا مربعا، يحيط بها البحر من ثلاث جهات، ولها مدخل رئيسى بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين وسورين يمثلان خطى دفاع، واستخدمت الأسوار الداخلية كثكنات للجند، أما السور الخارجى فيضم أبراجا دفاعية نصف دائرية تنتهى بشرفات لرمى السهام.



وتتكون القلعة من ثلاثة طوابق: الأول يشغله مسجد القلعة، ويتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع، أما الطابق الثانى فيحتوى على ممرات وقاعات وحجرات



داخلية، ويضم الثالث حجرة كبيرة استخدمت كمقعد للسلطان قايتباى يجلس فيها لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية، وكان يوجد به أيضا فرن لإعداد الخبز للجنود وطاحونة لطحن الغلال وصهريج ضخم لتخزين الماء العذب.



وحازت القلعة اهتمام سلاطين وحكام مصر على مر العصور وزادوا من تحصيناتها، لكنها تعرضت للقذف والتخريب من قبل قوات الاحتلال الإنجليزى عام ١٨٨٢، وظلت على هذه الحالة حتى أجرت لجنة حفظ الآثار العربية سنة ١٩٠٤ م العديد من الإصلاحات بها استنادا إلى الدراسات التى قام بها علماء الحملة الفرنسية.



واليوم تعد القلعة من أهم وأبرز المزارات السياحية بعروس البحر المتوسط وفسحة الكبار والصغار.