عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«إمبراطورية ميم».. المرأة المصرية مايسترو الحياة
16 مارس 2021
د. مصطفى فهمى


بين مشاعر الأنثى وعاطفة الأمومة، جسدت الراحلة فاتن حمامة، واحدا من أهم الأدوار الاجتماعية، فى فيلم «إمبراطورية ميم» إنتاج عام 1972، إخراج حسين كمال، قصة إحسان عبد القدوس، إعداد سينمائى نجيب محفوظ.



حيث أبرزت سيدة الشاشة، ملامح وأبعاد المرأة المصرية، لتكون مايسترو الحياة، من خلال دورها كأم، حبيبة، وموظفة، باداء اتسم بالتوازى فى تجسد كل بعد بتفاصيله الدقيقة التى كشفت المعاناة النفسية، نتيجة الصراع النفسى و العقلى لحسم الاختيار بين مشاعر الحب والرومانسية، و مشاعر الأمومة مع أبناء يمثلون أعمارا مختلفة، ليبرز الفيلم مدى عناء الأم فى التفاهم والتواصل معهم، للحفاظ عليهم و تربيتهم بشكل صحيح، لتكون كلمة النهاية لهذا الصراع محسومة لمشاعر وعاطفة الأمومة، رغم إحتياجها لرجل يشاركها الحياة بعد وفاة زوجها.



وفى بعد المرأة العاملة، يكشف الفيلم قوة السيدة المصرية واستقلاليتها وقدرتها على تحمل مسئوليات عدة، تنفيذ متطلباتها كل منها فى وقت واحد، وبشكل متواز دون الإخلال بأى منها.. وهذا النموذج موجود بكثرة الأن فى المجتمع المصرى بسبب ارتفاع معدلات الطلاق، وتحمل المرأة المصرية للكثير من المسئوليات التى أصبحت أضعاف المطروحة بالفيلم.



الأم الديمقراطية، نموذج أخر قدمه الفيلم، عندما أراد أبناؤها إجراء إنتخابات، لإختيار من يكون رئيسا ووافقت على إقتراحهم و ساعدتهم على تنفيذه، لتكون الديمقراطية بين الأم و أبناؤها سمة المرأة المصرية، لاستمرار هذا البعد حتى يومنا هذا بين الأمهات والأبناء، ليكون»إمبراطورية ميم»، وثيقة سينمائية كرمت وتكرم المرأة المصرية عاما بعد عام، برصده للتفاصيل الدقيقة بين العلاقات وبعضها من ناحية، وتشريحه المتقن للشخصيات بأبعادها من ناحية أخرى.