عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مسبار «تيانون-1»: فخر الصين فى الوصول إلى كوكب المريخ
9 مارس 2021
000;
> 23 يوليو 2020/ الناس وهم يلتقطون صورا خلال عملية إطلاق المسبار «تيانون-1» من قاعدة الإطلاق بجزيرة


على الساعة 6:29 صباح يوم 24 فبراير بتوقيت بكين، استطاع المسبار الصينى لاستكشاف المريخ «تيانون-1» ولأول مرة النفاذ إلى موضع الوقوف النهائى فى مدار كوكب المريخ، بعد ثلاث مناورات. وسوف يعمل المسبار على موضع الوقوف النهائى لمدة 3 أشهر ويبدأ الاستكشاف العلمى، وقبل هذا التاريخ كان المسبار قد دخل مدار الكوكب الأحمر يوم 10 فبراير بتوقيت بكين ليصبح بذلك أول قمر صناعى صينى للمريخ.



منذ أن انطلق هذا المسبار فى رحلته إلى المريخ يوم 23 يوليو 2020 استطاع قطع 475 مليون كيلومتر لكى يتمكن من التوقف بنجاح فى الفضاء، ثم يدور حول مدار المريخ، وقد أعطى نجاح العديد من الروابط الرئيسية أُسُسًا أكثر صلابة لمهمة الصين لاستكشاف المريخ.



باعتباره الهدف الأول ضمن استكشاف الكواكب، يمثل المريخ حلم استكشاف الحياة خارج كوكب الأرض وأسرار الكون. لقد اتخذ الإطلاق الناجح للمسبار «تيانون-1» الخطوة الأولى فى استكشاف الصين للكواكب البعيدة، وهو يمثل أيضا خطوة رئيسية للشعب الصينى للذهاب إلى أبعد من ذلك فى الفضاء السحيق، فمن بناء محطة فضائية بارتفاع مئات الكيلومترات، إلى الاستكشاف العميق للقمر على بعد أكثر من 380 ألف كيلومتر، ثم إلى المريخ على بعد مئات الملايين من الكيلومترات، فإن التقدم المستمر للصين فى مجال الفضاء محفور بجهودها الدؤوبة لتحقيق هدف استكشاف الفضاء البعيد.



إن عملية التوقف فى الفضاء بالنسبة للمسبار عملية معقدة للغاية، لذلك لديه فرصة واحدة فقط ليطبقها بنجاح، وبالتالى فإن وصوله السلس لا يمثل اختبارا للقدرة الفنية لموظفى الفضاء الصينيين فحسب، ولكنه يعكس أيضا شجاعتهم فى الابتكار تحت مخاطر عالية.



تُعرف الأنشطة الفضائية بأنها صعبة للغاية، كما أن استكشاف الكواكب ينطوى على مخاطر عالية وصعبة بشكل خاص. لم تحقق مهمة استكشاف المريخ التى بدأت فى الستينيات سوى نصف معدلات النجاح. كما أن فرصة الذهاب إلى المريخ مرة كل 26 شهرا وتستغرق الرحلة الواحدة مئات الملايين من الكيلومترات، مما يتسبب فى تأخر الاتصالات، ناهيك عن البيئة المعقدة والغريبة تماما عن الأرض، وبالتالى فإن جميع أنواع المخاطر غير المعروفة تحتاج إلى حل عبر سلسلة من الابتكارات التكنولوجية. خلال هذه العملية واستجابة للمشاكل والتحديات الجديدة تم باستمرار ابتكار أفكار وتقنيات خارقة للعادة وتم فتح مسارات جديدة لتحقيق اختراقات مبتكرة فى تكنولوجيا وعلوم الفضاء.



من الابتكار العلمى والتكنولوجى لمسبار المريخ «تيانون-1» إلى العينات القمرية التى عاد بها مسبار القمر «تشانغ آه 5»، إلى التقدم فى بناء محطة صينية فضائية، إلى الغواصة الصينية فندوتشه التى استطاعت الوصول إلى عمق 10909 متر فى قاع المحيط وتحقيقها رقما قياسيا عالميا، إلى نظام الحوسبة الكمومية «جيوتشانغ»، الذى جعله يحقق تفوقا كميا على المستوى العالمى، تظهر كل هذه الإنجازات أنه طالما حافظت الصين على التصميم والشجاعة للابتكار فإنه بإمكانها إتقان التقنيات الأساسية فى المجالات الرئيسية ودعم التطوير عالى الجودة بالاعتماد على الذات والتحسين الذاتى للعلم والتكنولوجيا.