عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الرياضة تقود قافلة التنمية إلى الواحات
7 مارس 2021
أشرف محمود


عجيبة هى مصر التى هى أرض الكنانة، ومصدر العجب فيها أن كل اراضيها خيرة، وانها قادرة على أن تأسرك بسحرها وأسرارها التى لم تكتشف بعد ، فليس من سمع كمن رأى، وليس هناك تنوع أجمل ولا أروع من تنوع جغرافية مصر وحضارتها، فعجائب مصر لاتنتهى وواحدة منها هى من سنتوقف عندها فى هذه السطور، الا وهى الواحات البحرية تلك المنطقة العبقرية التى اتخذت مكانا يربط بين اربع محافظات هى الجيزة التى تتبعها اداريا وتبعد عنها 360 كم، والمنيا التى كانت تابعة لها فى فترة من الزمان وتبعد عنها 170 كم، والوادى الجديد التى تبعد عن آخر مراكزها الفرافرة بنحو 170 كم وتتقاسم معا الرمال البيضاء، واخيرا محافظة مطروح وتبعد عنها بنحو 400 كم، فى الواحات وهب الله جبالها وسهولها خيرات كثيرة، فالجبال التى تحيط بها من كل اتجاه تتعدد الوانها ما بين الاسود والابيض والكريستالى والاصفر، وتكثر منافعها فمنها يستخرج معدن الحديد، وفيها اكبر منجم يستقبلك فى بداية حدودها، وفيها الرمال والمياه الكبريتية التى تشفى من الروماتويد والروماتيزم وآلام العظام، وفيها الزيتون والنخيل ويكفى ان نعرف ان لدى الواحات وحدها اكثر من مليونى نخلة مثمرة رغم ان عدد سكانها يقترب من الثمانين الف نسمة فقط، وفيها رحلات السفارى التى يحضر من أجلها السياح الأجانب طلبا للاستجمام والحياة البيئية القائمة على الفطرة، وقبل كل هذا فيها الانسان الواحاتى البسيط الهادئ المحب لبلده والمرتبط بجذوره ووطنه والمكافح من أجل مستقبل أفضل، وهو ذاته رغم محدودية القدرات المالية كريم ومضياف ترتسم على محياه ابتسامة صافية تعكس طيبة قلبه، ورغم انها الزيارة الاولى التى شرفت فيها بالتعرف عن قرب على ابناء الواحات إلا انها كانت كافية بالقدر الكبير للتعرف على أهلها، والاستمتاع بطبيعتها وحكايات عشاقها من غير المصريين، لكن الأجمل فى الزيارة انها كانت فى معية الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وهى الزيارة التى كان لها وقع خاص، فى قلوب وعقول ابناء الواحات كبارها قبل شبابها ونسائها قبل رجالها، فهى المرة الاولى التى تطأ فيها قدم وزير للشباب والرياضة ارض الواحات منذ ظهور هذا المنصب فى الحكومات المصرية المتعاقبة، بل هى الزيارة الاولى لوزير من الحكومة عموما منذ العام 1986، حيث كانت آخر من زارها الدكتور اسماعيل سلام وزير الصحة وقتذاك، ومن بعدها اقتصرت الزيارات على محافظى الجيزة ووكلاء الوزارات، ومن هنا كانت الفرحة بادية على الوجوه بزيارة الدكتور اشرف صبحي، وكانت الكلمات التى ألقيت فى الاماكن التى زارها نابعة من القلب، وفيها حمل التحية والسلام من أهل الواحات الى الرئيس السيسي، مؤكدين انهم على العهد معه فى خدمة الوطن ويقدرون الدور الكبير الذى يقوم به من أجل رفعته، ويثقون أن الواحات سيتغير وجهها على يديه، وأول بشائر التغيير العمل على ازدواج الطريق الرابط بين الجيزة والواحات الذى اقترب من الانتهاء، وفى هذا نقلة نوعية كبيرة يشعر بها أهل الواحات وزوارها، وكعادته فتح د.اشرف حوارات متعددة مع ابناء الواحات، ولبى العديد من طلباتهم واولها انشاء نادى الفتاة والمرأة، ومشغل للفتيات، وتسوير الملاعب وتجديد الارضيات، كما افتتح ملعبين كبيرين فى مركزى شباب منديشة والباويطي، وحدد موعدا خاصا فى مقر الوزارة للقاء شباب الواحات، مؤكدا ان توجيهات الرئيس بالاهتمام بالمحافظات الحدودية والمناطق النائية فتحت آفاقا جديدة لاكتشاف ابناء هذه المناطق والاستفادة من افكارهم لخدمة الوطن، وتقدم الوزير مسيرة فى مدينة الباويطى بعنوان مصر السلام والتنمية، كما حضر ندوة نظمها اتحاد الثقافة الرياضية وألقى كلمة بعنوان دور الرياضة فى تعزيز الانتماء للوطن، شارك فيها ممثلون للاتحادات الرياضية الاعضاء فى اتحاد الاتحادات مثل الشركات والعاملين بالحكومة والمدارس والجامعات ومراكز الشباب، وشارك بصحبتة الفنان سامح الصريطى فى مباراة استعراضية سبقت نهائى دورة اتحاد الاتحادات النوعية الرياضية والشبابية، وشارك فى مهرجان الرياضة للجميع ومخيم الكشافة وكرم الفائزين فى بطولة الملاحة الرياضية، واستمع للمواهب من فتيات الواحات اللاتى تألقن فى المدائح النبوية وإلقاء الشعر والغناء وكرمهن مشيدا بروعتهن فى الاداء، ووعد الوزير بتكرار الزيارة كما وجه مرافقيه د. عمرو الحداد مساعد الوزير وايمان عبد الجابر وكيل الوزارة لمراكز الشباب ود.احمد عبدالوكيل وكيل الوزارة للجيزة، ومحمود عبدالعزيز مدير عام الاتحادات النوعية، ومحمد الصفتى مدير عام المتابعة وحسن خلف مدير عام الشئون المالية بالوزارة بالاشراف على تنفيذ كل القرارات التى تخص مراكز شباب الواحات التى طالب بها رؤساء مراكز الشباب وعمد قرى منديشة والقصر والباويطى فى حضور د.صبرى شاكر رئيس مجلس مدينة الواحات وخالد حامد مدير ادارة الشباب والرياضة، اما حكايات الناس وغرام الأجانب فلها قصة اخرى.