عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«سر» كورونا فى مؤتمر وحدة الكبد والجهاز الهضمى
4 مارس 2021
كتبت ــ عبير فؤاد أحمد


بينما تكشف الدراسات والتقارير يوما بعد الآخر، مسببات وتأثيرات كورونا، تتجه الأنظار لميكروبات الأمعاء ودورها فى الإصابة بكورونا، فيما يسمى بمحور الجهاز الهضمى ـ الرئتين، بعدما رصدت العديد من الدراسات والتقارير، شيوع أعراض الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والقيء وآلام البطن والإسهال وارتفاع إنزيمات الكبد وغيرها فى المصابين بكورونا وسط تساؤلات عن احتمالية انتقال العدوى عن طريق الفم.



رصد الإصابة بالعدوى الفيروسية التنفسية فى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمى بحسب توضيح الدكتور حسن حمدى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة عين شمس، يتعدى الملاحظات الإكلينيكية لإثبات الإصابة بكورونا، كونه يدل على الخلل الحادث فى أعداد وتركيب الميكروبات المستوطنة للجهاز الهضمي، والتى تؤدى بدورها إلى ضعف دفاع الجهاز المناعى، بما يجعل الفيروس أكثر قدرة على الالتصاق بمستقبلات محددة على الأنسجة الداخلية للجسم، ومنها الرئتان والجهاز الهضمي. وترجح الأدلة المتوفرة أن العلاقة بين الجهاز الهضمى والرئتين، متبادلة التأثير لكل منهما فى الآخر.



جاء هذه التفسير خلال جلسة «جائحة كورونا وأمراض الجهاز الهضمى» برئاسة الدكتور محمد نجيب رئيس اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر السنوى وحدة المناظير والكبد والجهاز الهضمى بكلية طب قصر العيني، والذى عقد أخيرا بمشاركة نخبة من المتخصصين من الجامعات والمعاهد المصرية ومشاركة دولية، لاستعراض الحديث فى مجال علاج وتشخيص أمراض الكبد والجهاز الهضمي، فضلا عن عقد عدد من الدورات التدريبية فى مجال زراعة الكبد والموجات الصوتية على البطن والأساليب الحديثة فى المناظير.



وناقشت الجلسة اتجاه الأبحاث إلى اعتماد نظام غذائى غنى بالميكروبات النافعة «البروبيوتك» أو استعادة توازنها الطبيعى بالزرع، بات فيما يعرف بعمليات نقل وزراعة البراز كحل مستقبلى لمنع العدوى أو تقليل شدة الإصابة بكورونا. ولكنها لاتزال فرضيات تحتاج إلى مزيد من الأبحاث التطبيقية، لإثبات فعالياتها. حيث تتواجد هذه الميكروبات الدقيقة طبيعياً فى أجسام جميع البشر، لتقوم بعدة وظائف على رأسها المساهمة فى بناء الجهاز المناعى وتطويره. وتتنوع أنواعها وأعدادها حسب البيئة التى تستوطنها، سواء على سطح الجلد أو داخل الجهاز الهضمى أو التنفسى أو البولى أو التناسلي. وتتميز العلاقة بين الميكروبات وجهاز المناعة، كونها منفعة تبادلية، فتساهم الميكروبات فى تقوية دوره كما تساعد على تكوين وصيانة الحاجز المعوي، وتعزيز عملية الهضم والتمثيل الغذائي، من خلال تواجدها فى الجهاز الهضمى.



تداعيات جائحة كورونا أضفت تحدياً جديداً على رعاية مرضى زراعة الكبد فى مصر والعالم، كما يوضح الدكتور شريف مجاور أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى وزراعة الكبد بكلية طب القصر العيني، منذ بداية مشروع زراعة الكبد فى مستشفيات جامعة القاهرة قبل 20عاما، وهو يحقق نجاحا يضاهى النسب العالمية. مشيرا إلى توقف عمليات الزراعة مؤقتا أثناء ذروة الجائحة، نظراً لخطورة تعرض مرضى زراعة الكبد لهذا الفيروس الخطير. ولذا تم التوسع فى المتابعة الطبية عن بعد، تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية، فضلا عن اتباع التدابير الوقائية للحد من انتشار العدوى فى الحالات المستدعية دخول المستشفى. وبحسب الدكتور مجاور، تم استكمال العمليات بإجراء 6 حالات ناجحة بفضل الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة أثناء المراحل المختلفة لمتابعه المرضى.



تحد آخر واجه المرضى المترددين على وحدات المناظير، ممثلا فى زيادة قوائم الانتظار، مما أدى بدوره إلى تأخير التشخيص خاصة فى مرضى أورام الجهاز الهضمي، وهو ما يرجع بحسب قول الدكتورة شيماء عفيفى استشارى الجهاز الهضمى والكبد بمعهد أبحاث الكبد، إلى إغلاق معظم أقسام المناظير فى العالم، مع بداية الجائحة نتيجة الإصابات بين الطاقم الطبى أو استدعائهم فى أقسام الطوارئ لتغطيه العجز الناتج عن الزيادة المفاجئة فى أعداد المصابين بكورونا.



من جانبها تناولت الدكتورة آمال شوقى أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى والكبد بجامعة عين شمس، أهمية التزام مرضى الكبد بالقواعد الاحترازية، لتقليل فرص التعرض للعدوى بكورونا خاصة بين مرضى تليف الكبد ومرضى الالتهاب الكبدى المناعى ومرضى زراعة الكبد، تحت العلاج بمثبطات المناعة، حيث يعدون من الفئات الأكثر تعرضا للإصابة، وتدهور حالة الكبد نتيجة حدوث نقص الأكسجين بالدم أو الالتهاب المباشر المرتب على فيروس كورونا أو الالتهاب المناعي، نتيجة تناول الأدوية المثبطة للفيروس والمسكنات.