عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«زمن الصبار» .. آخر إبداعات محمد عبلة
3 مارس 2021
كتبت ــ منار سليمة
> الفنان بين لوحات «زمن الصبار»


حينما تتوحد عناصر الطبيعة البكر وتلتقي مع الأفكار والتأملات المتعمقة. ليتشكل مجراها بفيض من الخطوط والمفردات التشكيلية، هنا تتكون رؤى حسية وجمالية، لم تكن لتري النور إلا من خلال صدق الرؤية وابتكار المحتوى، هكذا هي تجربة الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة في معرضه الحالي « زمن الصبار».



فعبلة صاحب قيمة فنية رفيعة, مكنته من تقديم لغة جمالية خاصة تخاطب العديد من الفئات بالمجتمع وليس المتخصصين فقط. ويوضح عبلة لـ«الأهرام» طوال أعوام مضت كانت نباتات الصبار تجول في محيط رؤيتي البصرية، من منطلق وجودى شبه الدائم في مرسمي في قرية تونس بمحافظة الفيوم، لكنها لم تجد سبيلها إلى سطح لوحاتي، حتى فرض فيروس كورونا شروطه المقيدة للجميع».



ويضيف: « أعطتني العزلة مساحات أكبر للتأمل لعنصر الصبار بتنويعاته المتفردة وأشكاله التي تفرض بصمتها وتدرجاتها». ويقول: «تكمن في الصبار نماذج تعبيرية عن العلاقات والنماذج الإنسانية، بعضها يحمل ملامح الجمال والعفوية، وأخرى تعلوها الأشواك والغدر بالآخرين. وبعضهم يشع بالأمل والسعادة تماما كطبائع البشر». خلق الفنان عالما موازيا للالتفاف على غياب فكرة التجمعات الإنسانية . كما أراد عبلة أن يخلق مضمونا عن نبتة الصبار، التي تتحمل صعوبة وقسوة الطبيعة في صبر وإبداع.



واستخدم عبلة «باليتة» ألوان بدرجات مشرقة، ويحتل فيها ضوء الشمس وأشعتها موقع الصدارة. ووظف الألوان الزيتية التي تتطلب وقتا للوصول لمرحلة الثبات مما يتيح للفنان وضع مزيد من اللمسات والإضافات وكأنه حوار متبادل ومتصاعد بينه وبين عمله المعبر عن مكنونه الإنساني وهويته التشكيلية التي تكونت عبر خبرات ومؤثرات انتقاها الفنان بشكل استثنائي، ليستقر به الانتماء الجغرافي بعيدا عن الزحام والتصارع بالمدينة، ليختلي مع الطبيعة وأعماله بمرسمه بالفيوم, يستمر معرض «زمن الصبار»