هناك نوع من الأرز كان يقتصر على قاعات السلطة فى بعض الدول الآسيوية، بمعنى أن الأسر المالكة هى الوحيدة التى كان مسموحا لها بأكله، بسبب ندرته.. إنه «الأرز الأسود أو الأرجواني»، حيث يحصل على لونه المميز الأسود المائل إلى الأرجوانى من صبغة تسمى الأنثوسيانين والتى لها خصائص قوية مضادة للأكسدة، وهو متاح الآن فى الولايات المتحدة وأستراليا، وفى جميع أنحاء أوروبا وبعض البلاد العربية
ويوصى خبراء التغذية بتناول الأرز «البني»، وهو نوع آخر من أنواع الأرز، كبديل صحى للأرز الأبيض، ولكن الأرز الأسود أصبح خيارا صحيا كأفضل الأنواع، حيث يحتوى على نسبة أعلى من مضادات الأكسدة والبروتينات والألياف الغذائية والعناصر المعدنية، ونسبة أقل من السكر، إذ يشير المؤشر «الجلايسيمي» للأرز الأسود إلى 42 نقطة كمتوسط، مقابل 64 نقطة كمتوسط فى الأرز الأبيض.
والمؤشر الجلايسيمى (أو مؤشر نسبة السكر فى الدم) هو تصنيف للكربوهيدرات على مقياس من صفر إلى 100 نقطة بناء على مدى ارتفاع سكر الدم بعد التناول، وهو مهم للمهتمين بتناول غذاء صحي، ولمن يعانون البدانة والسكر، وتميل الأغذية منخفضة هذا المؤشر إلى رفع معدّل الجلوكوز فى الدم بشكلٍ بطيء، وتكون عادةً غنيّة بالألياف والبروتينات، بالإضافة إلى الدهون، وهذا متوافر فى الأرز الاسود ، بينما ترفع الأغذية مرتفعة المؤشر الجلايسيمى معدّل الجلوكوز فى الدم بشكل سريع، وهى الأطعمة التى تحتوى على كميات كبيرة من السكريات.
وقد أظهرت الأنظمة الغذائية ذات السكر المنخفض فى الدم أنها قد تساعد على خفض الكولسترول الكلي، وكذلك الكولستيرول «السييء» الضار غير المرغوب فيه لأنه يؤدى إلى مرض تصلب الشرايين، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية ـ خاصةً عندما يجتمع النظام الغذائى ذو مؤشر السكر المنخفض فى الدم مع زيادة فى الألياف الغذائية.
وتعتبر الأطعمة ذات مؤشر السكر فى الدم الذى يتراوح من المنخفض إلى المتوسط، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، مصادر جيدة بشكل عام للألياف، ونظراً لما يحتويه الأرز الأسود من نسبة مرتفعة من الألياف الطبيعية، فهو يستغرق وقتاً أطول للهضم، كما أنه يحافظ على صحة وسلامة الجهاز الهضمي، وأيضاً يحافظ على ثبات نسبة السكر فى الدم، ويساعد الأرز الأسود على الشعور بالشبع نظرا لارتفاع الألياف، ويمكن أن يمنع الإفراط فى تناول الطعام، وتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات، وهو مصدر جيد لمضادات الأكسدة خاصة ويحمى من الإصابة بأمراض مختلفة، مثل أمراض القلب والالتهابات وأمراض السرطان.
أيضا يحتوى على نسب جيدة من معادن المنجنيز والماغنسيوم والفوسفور، وتلجأ الكثيرات من السيدات الحوامل إلى تناول الأرز الأسود لما له من فوائد جمة تعود عليها وعلى جنينها بفضل هذا النبات الطبيعي، حيث يعمل على تقوية العظام ويساعد على نمو الجنين بشكل سليم، كما أنه خالٍ من الجلوتين ويمكن أن يكون خيارًا جيدًا لمن يعانون حساسية الجلوتين، وهناك العديد من الأبحاث فى الجامعات ومراكز البحوث حول الاستغلال الأمثل لهذا النوع من الأرز، ومحاولة تغيير الثقافة الغذائية، والنمط الغذائى للتحول إلى الأغذية العلاجية، بدلا من نظام الوجبات السريعة (تيك أواي) لما لها من أضرار على صحة الإنسان.
د. أيمن محمد أبواليزيد
رئيس قسم علوم الأغذية بزراعة سابا باشا ـ الإسكندرية