هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهى الأمر بوقف التعامل معه.
ليس هناك جديد فيما سبق، منتقدو إسرائيل بالجامعات الغربية والمنظمات الأهلية ووسائل الإعلام يتعرضون للضغوط والتضييق الشديدين. شبكة سى إن إن طردت الأكاديمى مارك هيل لدعوته لأن تكون فلسطين حرة. الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية لديه سجل طويل لمثقفين وكتاب أضيروا لمهاجمتهم سياسات إسرائيل والموقف الأمريكى المنحاز، والذى لا يتأثر بتغير الإدارات والرؤساء.
الجديد أن الجارديان اليسارية المفترض أنها تدافع عن حقوق الإنسان، اتخذت هذا الموقف. روبنسون الصحفى الأمريكى نشر تغريدة قال فيها: «هل تعلم أن الكونجرس غير مسموح له بالموافقة على أى إنفاق جديد ما لم يكن شراء أسلحة لإسرائيل جزءا منه. إنه قانون، وحتى لو لم يكن قانونا، فهو من الأعراف السياسية المتأصلة جدا». محرر الجارديان بأمريكا جون مولهولاند بعث لروبنسون رسالة قال فيها: بالنظر للحديث الطائش عن سيطرة الجماعات اليهودية الأسطورية على جميع مجالات الحياة بأمريكا، لا أدرى كيف يفيد ذلك النقاش العام؟. القول بأن إسرائيل تسيطر على أقوى دولة، معاد للسامية وينشر الكراهية. روبنسون رد بأن تغريدته مجرد مزحة لكن ذلك لم يجد نفعا، فقد صدر قرار طرده.
الجارديان أهم الأصوات الناقدة لإسرائيل باللغة الإنجليزية. كانت تستكتب أحيانا إدوارد سعيد لكن يبدو أن هناك تغيرات حدثت لدرجة أنها تضيق بتغريدة حذفها صاحبها. وصلت الأمور لسلوكيات غير معقولة، كما يقول روبنسون، كأن تضع بعض الدول بنودا فى التعاقدات مع موظفين حكوميين تلزمهم بعدم مقاطعة إسرائيل. أيضا، اتهمت واشنطن منظمة العفو وأوكسفام وهيومن رايتس بمعاداة السامية لانتقادها سجل حقوق الإنسان الإسرائيلى. لكن يظل السؤال: لماذا تأخذ صحيفة تؤمن بالرأى والرأى الآخر هذا الموقف ولماذا تحاسب صحفيا على رأيه؟. هناك منظمات إسرائيلية اتخذت مواقف أكثر جرأة وجذرية، كمنظمة بتسليم التى نشرت تقريرا يتهم إسرائيل بإدارة نظام فصل عنصرى يضطهد الفلسطينيين. الجارديان مطالبة بالدفاع عن مصداقيتها ومهنيتها؟.