عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الحافز الأخضر
15 فبراير 2021
فوزى عبد الحليم


تحتاج حماية البيئة والموارد الطبيعية وصحة الإنسان إلى فكر خلاق غير تقليدى لإعداد برامج فعالة تحقق الأهداف المنشودة، والأمثلة كثيرة على هذا.وفى زيارة لى إلى تونس منذ عدة سنوات لاحظت أن جودة الهواء قد ارتفعت والشوارع أصبحت أنظف والمرور أصبح أكثر انسيابية عما شاهدته فى زيارة سابقة، فلما سألت قيل لى إن الحكومة وقتها وجدت أن تكلفة التلوث أصبحت عالية فاتخذت قرارا يتيح لكل موظف الحصول على سيارة حديثة بقسط زهيد بلا جمارك أو أعباء مالية، وأن ما ستخسره الحكومة من الضرائب والجمارك أقل كثيرا مما سيتحقق من فوائد بيئية ومعنوية للسكان، بالإضافة إلى المردود الصحى. وقامت مصر بتطبيق مثل هذا المشروع لتخريد السيارات القديمة وتوفير سيارات حديثة بأعباء بسيطة، بدأت بسيارات التاكسى ثم دخلت فى مرحلة تالية وهى استبدال السيارات الخاصة الحديثة بالقديمة، وتدافع الناس للاستفادة من هذه المبادرة بشكل كبير،  إلا أن الحكومة أعلنت منذ أيام أن الحافز الأخضر وهو مبلغ التخفيض لن يزيد على 10% بحد أقصى 22 ألف جنيه من سعر السيارة الجديدة، ووجدوا أنه فى ظل هذا الحافز ومع خصم ضريبة القيمة المضافة والجمارك، مازال سعر السيارات مرتفعا بسبب القيود الكثيرة من الرسوم وتكاليف التراخيص والتأمين والفوائد وغيرها، وهو ما يهدد هذه المبادرة النبيلة بسبب اضطرار الكثيرين للانسحاب منها، ناهيك عن أن البدائل المتاحة من السيارات ستصبح غير مطلوبة فى السوق بعد فترة وجيزة.مطلوب من الحكومة مراجعة هذه المنظومة وتذليل العقبات أمامها وأن نقدم تسهيلات أكبر ضمانا لنجاحها، فالعائد الصحى والبيئى أكبر من أى تنازلات مادية.