عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
السادات وثورة يناير!
28 يناير 2021
◀ أيمن المهدى


في كتابه البحث عن الذات روي الرئيس الراحل انور السادات عن فترة سجنه، قائلا إنه لم يستطع تغيير واقعه البائس من سجن وطرد من العمل، إلا بعد أن ساعدته هذه الفترة، في رسم مسار مختلف لمستقبله، وايجاد طريقه الجديد!، وقال: من أراد تغيير واقعه، فعليه بتغيير فكره أولا!... ولا يحدث أي تغيير في واقع أي بلد، أو نجاح أي شخص، أو مشروع إلا بتغيير الفكر، ثم بالأمل في تحقيق الهدف. وهو ما حدث مع ثورة 25 يناير بالضبط، فلولا أمل الشباب الذين خرجوا، واقتناع عدد ضخم من جماهير الشعب، بشعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مما أدي إلي ثورة، ونتيجة دراماتيكية، أسقطت رئيسا حكم لمدة 30 سنة!، ولولا هذا التغيير في الفكر لما كانت لهذه الثورة قائمة، ولما تصدرت الدستور المصري الذي أشار إليها بما نصه هذه الثورة إشارة وبشارة، إشارة إلى ماض مازال حاضراً، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها... وبعيدا عن أحداثها، وما آلت إليه، وما تسببت فيه، من ألم أو أمل، وما أفرزته من مؤامرة، أو مغامرة، أو مغنمة، قل ما شئت، لكنها تظل أعظم ثورة مصرية في التاريخ الحديث، كان المصري -بعدها مباشرة- إذا زار بلدا أوروبيا أو أجنبيا، ويعلم أهله أنه مصري، إلا ويغبطونه، ويشيرون إليه بابهام الإعجاب، والتقدير!... هذه الثورة لم تأخد حقها من الحكي عن عظم ما قامت به من تغيير في الوعي الجمعي للمصريين، وعلي وزن ما قال السادات وهو يصف ما آلت إليه حرب أكتوبر المجيدة سيأتي يوم نحكي فيه لأبنائنا عن التغيير الهائل لثورة يناير، والذي أحدثته في عقل وقلب الإنسانية كلها.