«طوبة على طوبة خلى العركة منصوبة»، «هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه»، «إنتى جاية اشتغلى إيه»..«اسألينى أنا.. ده أنا مدوباهم اتنين».
هذه بعض الإفيهات التى استطاعت من خلالها «مارى سليم حبيب نصر» الشهيرة بـ «مارى منيب » رسم الضحكة على وجوه المشاهدين.
وبالرغم من أجواء البهجة والكوميديا التى كانت تصنعها بمجرد ظهورها على المسرح أو على الشاشة، فإن حياتها الشخصية كانت مليئة بالأحزان، والإحباطات. فقد ولدت «ماري» فى مدينة دمشق لأسرة لبنانية، وأب يعمل بالتجارة، حضر إلى مصر لكى يعمل فى بورصة القطن، لتعويض خسائره تاركا أسرته فى الشام.
وعندما طالت غيبته قررت الأم أن تنزل إلى مصر مع ابنتيها «إليس وماري»، بعد أن نفدت مواردها المالية، لكن من سخرية القدر أنه ما إن وطأت أقدام الأسرة الإسكندرية، كان الأب فى طريقه إلى الشام بعد أن زادت خسائره.
وقبل عودة الأم وابنتيها إلى الشام، جاءها خبر وفاته، فاضطرت للبقاء فى مصر، ومارست مهنة الحياكة، وقامت بإلحاق الطفلتين بمدرسة بحى الفجالة، وفشلت «مارى» فى التعليم، فخرجت من المدرسة وعملت مع والدتها.
وبعد سنوات كبرت البنتان، واشتدت المعاناة على الأسرة حتى عرض الفنان «جبران ناعوم» على الأم أن يأخذ ابنتيها للعمل معه فى التمثيل.
ووافقت الأم على مضض، فعملا مع عدة فرق مسرحية شهيرة، وفى أثناء ذلك قابلت «ماري» زميلها «فوزى منيب» وأحبته وتزوجته وأخذت اسمه، بعد أن أعلنت إسلامها، لكن سعادتها لم تدم، بعد أن تزوج منيب عليها.
فطلبت الطلاق، وفى هذه الفترة ماتت أختها «إليس» فاضطرت للزواج من زوج شقيقتها حتى تربى أولادها. وعملت فى فرقة «الريحاني» الذى رسم لها دور الحماة الذى اشتهرت به فى أفلام مثل «حماتى قنبلة ذرية، الحموات الفاتنات، حماتى ملاك، وهذا هو الحب» وغيرها من الأفلام التى وصلت لنحو 100 فيلم.
رحم الله «مارى منيب» ملكة الضحك التى نحيى هذه الأيام ذكراها.