عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«إم إل كيه»/ «إف بى آى»
22 يناير 2021
فايزة المصرى


عندما صعد نجمه كزعيم لحركة الحقوق المدنية للسود فى أمريكا، أثار قلق رجال مكتب المباحث الفيدرالية الذين بثوا حوله العيون والآذان، فكانت المفاجأة!



إنه مارتن لوثر كينج (المعروف اختصارا بـ إم إل كيه) قس الكنيسة المعمدانية الذى تحول لرمز مناهضة العنصرية منذ تألقه فى المشهد العام فى 1955 وحتى اغتياله سنة 1968، فى مدينة ممفيس بولاية تينيسى. وقد تم هذا الأسبوع الاحتفال بيوم مولده، وهو يوم عطلة قومية فى أمريكا.



وفى توقيت يتزامن مع ذكرى ميلاده الثانية والثمانين ومع مايجتاح أمريكا من صراعات وعودة قوية لطرح قضية العنصرية، تم عرض الفيلم الوثائقى "إم إل كيه/إف بى آى" من إخراج "سام بولارد" الذى يُشهد له بالبراعة فى هذا المجال. يستند الفيلم لوثائق تم الإفراج عنها مؤخرا بموجب قانون حرية المعلومات وتكشف كيف كان "كينج" تحت المراقبة الأمنية المستمرة.



يقول المخرج إن الفيلم لايدور حول "كينج" وحده، "بل يتناول أيضا "جيه إدجار هوفر" رئيس مكتب المباحث الفيدرالية الذى كان مهووسا بمطاردة الشيوعيين فى أمريكا. كان لدى "هوفر" وفريق العاملين معه شكوك تكاد ترقى للحقيقة بأن الشيوعيين يخترقون منظمة مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية التى يرأسها "كينج". وفى جولاته المستمرة عبر البلاد، كان رجال المباحث يسبقونه إلى الفندق الذى ينزل به ويهيئون أجهزة التنصت فى الغرفة المجاورة لغرفته لكى يسمعوا ويسجلوا كل كلمة وحركة يأتى بها. والمفارقة أنه بدلا من أن تنتهى المراقبة بتأكيد علاقته بالشيوعيين، أثبتت التسجيلات تعدد علاقات "كينج" الغرامية بعشرات الفتيات والسيدات!



وهنا خرج رجال المباحث بخطة بديلة هى التهديد والابتزاز. وقد وصل الأمر لحد تحرير رسالة لـ"كينج" من شخص مجهول يهدده بإفشاء أسراره الغرامية. وفى حديث خاص مع الإذاعة القومية العامة، يقول مخرج الفيلم إن هذه الرسالة كانت ضمن الوثائق التى أُفرج عنها وأنها مكتوبة بخط وبأسلوب يوحى بأن من كتبها شخص أسود مقرب من "كينج". ويرى أيضا إن هناك من الأدلة مايحمل على الاعتقاد بأن هدف الرسالة كان الضغط المعنوى على "كينج" لكى ينتحر خوفا من إفشاء أسرار هذه العلاقات المخزية.



ولكن، إذا كان قادة مكتب المباحث الفيدرالية يراقبون الرجل عن كثب وكانوا يحاولون دفعه للانتحار، ألم يكتشفوا فى هذه الأثناء أن رجلا أبيض يدعى "جيمس إيرل رآى" كان يخطط لاغتيال "كينج" عندما يخرج إلى شرفة غرفته بالفندق وفى أثناء وجود رجال المباحث فى الغرفة المجاورة؟!



هذا أحد التساؤلات الكثيرة التى يطرحها الفيلم عن الزعيم الأسود "كينج" الذى كان اغتياله سببا فى تحوله لبطل قومى لايزال الأمريكيون يستدعون شعاراته كلما دعت الضرورة.



يقول المخرج "بولارد" إن الفيلم يقدم "كينج" كإنسان له جوانب كثيرة منها مالاتثير الإعجاب، وإن كان على الراغبين فى معرفة المزيد عن هذه الأسرار الانتظار حتى 2027، عندما يتم الإفراج عن المحادثات الصوتية التى تم تسجيلها للزعيم "كينج" فى غرفات الفنادق. وقد ظل كثير من هذه الأسرار غير شائع لأن الصحافة الرصينة آنذاك كانت لاتحبذ تحرى فضائح الشخصيات العامة باعتبارها لا تخص إلا أصحابها، ولأن ذلك كان من اختصاص الصحافة الصفراء.