كورونا .. فرقتنا
هناك عالم جديد ينتظرنا بعد أن نتخلص من كارثة كورونا وهذا العالم حتى الآن لا أحد يعلم عنه شيئا.. إن الأجسام تباعدت ولا احد يعلم هل تتواصل مرة أخرى ماذا سيفعل الإنسان فى هذا الفراغ الذى يعيش فيه.. تصور مثلا أن أمامك وردة جميلة وانتزعت أوراقها ورقة ورقة وجئت تسأل أين الوردة أو حاولت أن تعيدها إلى ما كانت عليه سوف تواجه هذا الموقف بعد أن تهدأ العاصفة.. لأن كورونا شردت العالم كله ابتداء بالأسرة وانتهاء بالأهل والجيران والمدينة.. فقد جلست فى بيتك ولا تعرف شيئا عن كل ما يدور حولك.. إن الطيران توقف وكل دول العالم تحمل الكارثة ولم يعد ينفع مال أو سلطان لا تستطيع أن تصافح حبيبا أو صديقا.. إن اخطر ما تركته كورونا إنها فرضت على العالم أسوأ أنواع البعاد لأنه بعاد إجبارى وللأسف الشديد إن البعاد يمكن أن يتحول إلى جفاء ألا يرى الإنسان ما حوله من البشر والأشياء.. إن البعاد هو أصعب ما تركت كورونا للبشر لقد تقطعت علاقات إنسانية كثيرة بين الناس وأصعب الأشياء أن ترى الناس حولك أغرابا لا ترى منهم أحدا.. سوف يحتاج العالم إلى إحياء للمشاعر مرة أخرى أن تتصافح الأيدى بلا خوف وتتلاقى العيون وتتعانق الأنفاس مرة أخرى والناس يجمعها مكان واحد ومشاعر فياضة وأشواق مؤجلة.. ولا أدرى كيف يستعيد الإنسان هذا الرصيد من المشاعر خاصة إذا قررت كورونا أن تمد إقامتها قد تبدو المشكلة بسيطة ولكننى بقدر ما أخاف من البعاد أخاف أكثر من الجفاء.. وقد جمعت كورونا بينهما معا بعاد فى المكان وجفاء فى المشاعر كانت غزوة كورونا على الناس اخطر هجوم على العلاقات الإنسانية حبا وتواصلا ومودة.. فهل يمكن أن تعود المشاعر أكثر دفئا ويتواصل الإنسان مع العالم حوله مرة أخري.. وإذا كان وراء كل خريف ربيع اخضر ووراء كل حزن أيام سعيدة وبعد كل بعاد لقاء ومودة فإن كورونا التى فرقت يمكن أن تجمع العالم على الحب مرة أخرى وتعيد ما قد كان..