عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أمهات فى العزل الصحى
17 يناير 2021
أمل شاكر
أمهات فى العزل الصحى


فى تصريح لها أشارت د.هالة زايد وزيرة الصحة إلى أن 30% من إصابات «كورونا» خلال الشهرين الماضيين كانت بين ربات البيوت اللاتى يقضين فترات طويلة فى المنزل. ومع سرعة انتشار الموجة الثانية من جائحة كوفيد ــ 19 وانتشارها بين أفراد بعض الأسر بالكامل فمن الواضح أن الموجة الثانية من الفيروس هى بالحجم العائلى، وهو ما يلقى بمزيد من المسئوليات على الأمهات والزوجات اللاتى يعتنين بأسرهن فى مواجهة الوباء. فماذا تفعل الأم المصابة فى هذه الحالة؟ وهل التزمن بإجراءات العزل؟ وكيف يتعامل الزوج والأبناء مع الأم المصابة؟



 



 



عندما أصيبت «بسمة» بفيروس كورونا تعامل معها زوجها على أنها وباء متنقل فلا يقترب منها ولا يتحدث إليها ولا يعود إلى البيت إلا متأخرا وبالرغم من وجود طفلين فى البيت فى العاشرة والسابعة إلا انه لم يهتم إلا بصحته وسلامته ولم يفكر فى مد يد العون فكانت تضطر للتعامل مع ولديها وإعداد الطعام لهما رغم شعورها بالتعب الشديد لأكثر من اسبوع كامل. وتقول: كنت اطلب من ولدى الابتعاد قدر الامكان والالتزام بالكمامة لكن كان من الصعب التحكم فى ذلك والحمد لله تجاوزت المرض ولم تنتقل العدوى إليهما وكان زوجى غائبا اغلب الوقت.



أما ــ إيمان ــ فقد تعامل زوجها مع الأمر على أنه «دور برد عادى» رغم انها فقدت حاسة الشم والتذوق وارتفعت حرارتها طوال ثلاثة أيام بالاضافة إلى تكسير الجسم والارهاق التام لكنه لم يهتم ولم يتوقف عن الذهاب لعمله بل لم يكن يلتزم بالكمامة وكانت تقوم بمهام البيت كالعادة رغم أن لديها طفلين فى السادسة والثالثة ورفض حتى اجراء مسحة طبية لها وأخبرها أن الامر لا يستدعى كل هذا القلق. التزمت إيمان بالعزل ولم تغادر بيتها منذ أكثر من شهر لكنها كانت تقوم بمهامها الاسرية كالعادة وبدون اى مساعدة من الزوج أو حتى اهتمام.



ليس كل الازواج كالنماذج السابقة فصبرى الديب ــ صحفى ــ أصيبت زوجته وابناؤه الثلاثة بفيروس كورونا فتفرغ لرعايتهم تماما ويقول تحول البيت إلى مستشفى عزل لا تشم فيه إلا رائحة الكحول والكلور والمطهرات التى لا تجف من على مقابض الابواب وصنابير المياه وكان كل مريض فى غرفة خاصة به تحت رعاية وإشراف الأب. ويقول: كنت انتقل داخل المنزل مرتديا ثلاث كمامات واقوم برعايتهم واعداد وجباتهم والحرص على تناولهم لادويتهم فى مواعيدها حتى انزاحت الغمة وعندما تماثلوا للشفاء اصبت بالفيروس ومضاعفاته ومن الله علينا جميعا بالشفاء.ولا أعتقد أن ما قمت به كان تفضلا أو منة منى فهو واجبى تجاه أسرتى وزوجتى التى كثيرا ما اعتنت بنا.



ولأن الأمهات هن خط الدفاع الأول فى مواجهة المرض تنبه د.منى يس أستشارى المكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الى عدم الاستهانة باجراءات السلامة المشددة وعزل الأم المريضة المصابة عن المحيطين بها بمن فيهم أطفالها لحمايتهم ولابد من وجود من يقوم بالرعاية الصحية بديلا عنها و يعتنى بأطفالها وطمأنتها إلى أنهم يتلقون الرعاية المناسبة والكافية فهذا يحمى الأم من الضغوط النفسية المترتبة على ذلك ولابد من الحديث إلى الأطفال حسب أعمارهم بلغة بسيطة ومفهومة ويسمح لهم بالتواصل مع الأم عن بعد وعبر وسائل التكنولوجيا فيسمعون صوتها ويتحدثون إليها فهذا من شانه أن يحافظ على الصحة النفسية للطرفين ولابد من الاهتمام بتغذية الأم المصابة وتشجيع الأطفال على الحفاظ على سلامتهم من إلتقاط العدوى باتخاذ الاجراءات الوقائية البسيطة مثل التباعد البدنى والحفاظ على التهوية الجيدة فى الغرف وتلافى التجمعات والمخالطة عن قرب وتنظيف اليدين بانتظام وإذا حدث وخالطت الأم شخصا مصابا بالمرض تنصح د.منى الامهات بالقيام بعدة خطوات فورية أولاها الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو الخط الساخن المخصص لمعرفة أين ومتى يمكنك إجراء الاختبار وإذا لم يكن الاختبار متاحا الزمى منزلك وابتعدى عن الآخرين لمدة 14 يوما وابتعدى مسافة متر على الاقل عن المحيطين مع تجنب لمس الآسطح المحيطة بيديك وينطبق ذلك على البالغين والأطفال لمدة خمسة أو ستة أيام من المخالطة فى المتوسط وقد تصل إلى 14 يوما فى بعض الحالات ولكن علينا توخى الحذر دائما والالتزام باجراءات السلامة خلال هذه المدة.



د.سمية حسن أستاذ ورئيس قسم الكيمياء الحيوية الطبية سابقا بالطب جامعة الزقازيق تقول ان مواجهة هذه الجائحة تحتاج إلى أمهات واعيات وتكون البداية بعناية الأم بنفسها فهى الخط الاول فى المواجهة واذا حدث وأصيبت الأم بالمرض فينعكس ذلك على الأسرة بأكملها ولذلك عليها الالتزام بالإجراءات والسلوكيات الاحترازية أكثر من أى شخص بداية من التباعد وغسل اليدين وارتداء الكمامة والنظافة و التغذية السليمة وضرورة تناول الأغذية التى تحتوى على الفيتامينات مثل ايه واى وسى والاملاح المعدنية مثل الزنك والسيلنيوم والتى توجد فى الخضراوات الورقية والفاكهة التى تعمل على تقوية المناعة وتعزز قدرة الجسم فى الدفاع عن نفسه وأيضا تناول الاحماض الدهنية غير المشبعة و فى زيت الذرة وعباد الشمس والزيتون وفى بعض الأسماك والمكسرات والاطعمة الغنية بمضادات الاكسدة مثل الكرنب والبروكلى والقرنبيط والثوم وتناول البروتينات مثل الدواجن والاسماك واللحوم والخضراوات والزيوت الطبيعية التى تحتوى على الاوميجا 3 وشرب الماء بكثرة وتناول السوائل والعصائر والفاكهة الطبيعية ولا ننسى الالبان والزبادى والبيض والتعرض يوميا لاشعة الشمس حيث تحافظ على نسبة فيتامين «دى» التى يحتاجها الجسم.