عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
سقيا «العلم» و«الفن»
16 يناير 2021
رانيا رفاعى عدسة ــ محمد منير


انتشار الأسبلة فى مصر كان مظهرا حضاريا بلا شك اهتمت فيه الدولة بتنظيم استخدام الأفراد للمياه إما للشرب أو للوضوء أو ما إلى ذلك.



وكان من أشهرها على الإطلاق سبيل قايتباى بشارع شيخون المتفرع من ميدان صلاح الدين بالقلعة، الذى كان يلجأ إليه المارة لشرب أكواب المياه الباردة المعطرة بماء الورد أو للوضوء استعدادا للصلاة.



وكان هناك موظف مسئول عن كل سبيل يطلق عليه «المزملاتي» يقيم فيه ويراعى كل شئونه، من ترتيب للمواعيد ونظافة الأرض وما إلى ذلك.



ولأن المسألة لم تكن «إدارية» فقط ، بل بصمة لتاريخ هذا الزمن، كان التصميم المعمارى البديع للسبيل أمرا لافتا جدا، ففى الأسفل توجد غرفة التسبيل، ولها بوابتان، أما سقفها الخشبى فآية فى الجمال، حيث دونت عليه بالخط الثُلث المملوكى الآية الكريمة «وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا»، والغرفة تعلو البئر العميقة التى كانت تمد السبيل بمياهه.



ولأن العطش لا يكون للماء وحده، لم تقف فلسفة السبيل عند هذا الحد، حيث كان يعلو السبيل كتَّاب لتعليم الأطفال.



اليوم، وزارة الثقافة نجحت فى إحياء الدور الحضارى لسبيل «قايتباى» باستغلال مبناه فى تنظيم فعاليات الفن التشكيلى ودورات الأشغال الفنية والسينما، فضلا عن المكتبة بالدور العلوى التى يقصدها الطلاب والباحثون.