تمثل القضية الفلسطينية أحد أبرز الصراعات الممتدة فى منطقة الشرق الأوسط والتى لم تحظ حتى الآن بتسوية دائمة وشاملة مما كان سببا رئيسيا فى حالة عدم الأمن والاستقرار فى المنطقة وعائقا أمام تحقيق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة, وقد فشلت غالبية الجهود والمبادرات والتحركات فى تحقيق سلام عادل وشامل.
ولاشك فى أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ويرتكز على حل الدولتين, وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وتسوية قضية اللاجئين عبر الحوار والمفاوضات.
ورغم أن منطقة الشرق الأوسط والعالم شهدت متغيرات كثيرة مثل تصاعد قضية الإرهاب وجائحة كورونا وغيرهما, مما تسبب فى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على الأجندة الإقليمية والعالمية خلال السنوات الأخيرة, إلا أن الجهود المصرية لم تتوقف عن التحرك والعمل على إحياء عملية السلام وإعادة إحياء المفاوضات المباشرة ودعم الجهود الإقليمية والدولية من أجل التسوية, إضافة إلى دعم الشعب الفلسطينى فى مواجهة التحديات, كذلك الجهود المصرية الحثيثة والمتواصلة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وفى هذا الإطار، شكل اجتماع وزراء خارجية دول الرباعية الدولية (مجموعة ميونيخ) ــ الذى استضافته القاهرة قبل يومين والمعنية بدعم عملية السلام فى الشرق الأوسط, وتضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا ــ أهمية كبيرة من أجل إعادة إحياء مفاوضات السلام انطلاقا من أن تسوية القضية الفلسطينية ستغير واقع المنطقة إلى الأفضل, كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعه مع وزراء خارجية الرباعية الدولية.
لذا من المهم أن تكون هناك تحركات دولية وإقليمية خاصة مع وصول إدارة أمريكية جديدة إلى البيت الأبيض بقيادة الرئيس جو بايدن لإحياء مسار السلام، والأمل فى دور أمريكى فاعل فى رعاية عملية السلام, وأن يكون هناك تنسيق إقليمى من خلال العمل المشترك من أجل تسوية هذه القضية المزمنة.