«القصة الشاعرة».. عناق الإبداع والذكاء الاصطناعى
ربما تكون «القصة الشاعرة» أكثر فنون الكتابة الإبداعية ارتباطا بالمستقبل القريب،عبر قدرتها على إيجاد شراكة تفاعلية حقيقية ومتكافئة بين المتلقى والمبدع والنص»، هذا المثلث الذى كان من النادر اكتماله بشكل متكافئ فى نصوص أخرى، مع القدرة على استعمال الفضاء الرقمى فى تشكيل «جماليات العمل المفتوح»، حيث يشكل هذا النص«منتجا إبداعيا مفتوحا»، ومن ثم فإن كل استقبال للنص هو تفسير وعرض له، فى علاقة تكاملية تفاعلية بين العمل الفنى واستعمالاته، بما يمكن المتلقى من إدراك الاتجاهات، والمحددات، والتعرف على المرجعيات، ومن ثم تكوين عشرات الصورالكلية للراهن والمستقبل معاعبرقراءة، حتى فى صورتها الدقيقة والغائمة. وليس المتلقون وحدهم من يحتاجون إلى هذا المزيج بين الذكاء الاصطناعى والنص الإبداعى، بل المتخصصون المحترفون أيضا ليساعدهم على فهم الفضاءات الجديدة، والقدرة على التعاطى بوعى مع عدة دوال متقاطعة ومتشابكة تصنعها خطوط ومتواليات اللفظ والمعنى والدافع والدلالة والخط والشكل والطبيعة والمجال، والمساحة والعلاقات التى توجد بين هذه العناصر، مع القدرة على التصور ما بعد البصرى، وتحويل حتى الدوافع الخفية والأفكار المحلقة إلى مكونات زمانية، مكانية، وهومايستلزم إعادة قراءة جادة وواعية لمعطيات ومحددات الفكر التقليدى السائد لمفهوم الإبداع ..، ليكون قادرا على مواكبة التحول من « المجرد» إلى «العملى»، ومن «الفكرة» إلى «القيمة المضافة» وكذلك إحداث تغير فى نوعية بعض المدخلات الأساسية لتطوير رأس المال الفكرى والإبداعى عبر الاستثمارالجاد فى قدراته، ودفع الكفاءات الخلاقة المبتكرة نحو دائرة التأثير، فإن الأولوية الآن، أصبحت «للفكرة» لا «للمعلومة»، ولإبداع الشخص وابتكاره قبل أى شيء آخر،وهذا هو التحدى، وأيضا الفضاء الأوسع لتنافسية حقبة الذكاء الاصطناعى. وإذا كان «تذويب» شخصية الفرد والمجتمع هو جوهر هذه الحقبة، ووجهها الشرير، حيث يتحول الإنسان إلى واحد بذاته متخليا عن انتماءاته على حساب ولاءاته المجتمعية، هذا النوع القاسى من التحديات والتداعيات ،لايمكن مواجهته إلا عبر نصوص كالقصة الشاعرة قادرة على التعاطى بوعى وإيجابية مع ما تفرضه الحقبة الراهنة من تداعيات وتحديات المستقبل الذى لن يفتح فضاءاته إلا للمبدعين وحدهم.