عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
سنة خضراء .. وشمس مشرقة .. وأسئلة تنتظر إجابات
3 يناير 2021
سكينة فؤاد


سنة خضراء كانت التهنئة التى يتبادلها أجدادنا المصريون القدماء احتفاء بميلاد عام جديد فقد كان الزرع والخضرة عندما تمتلئ  بها الأرض أهم رمز للميلاد ولحياة جديدة استكملها ميلاد السيد المسيح عليه السلام لتصبح عيدا للميلاد المجيد ... لمصر كلها ولأبنائها من المسيحيين سنة خضراء وأعياد ميلاد سعيدة وعام ننتصر فيه بإذن الله على التحديات والأوجاع وويلات ما أعتقد أنها حروب بيولوجية استبدلت فيها قوى كبرى استعمار الأرض بالجيوش والتدمير بالحروب البيئية والفيروسية .. ولم يتوقعوا أن ينقلب السحر على الساحر ويكونوا فى مقدمة المضارين والمهددين والأعلى فى أرقام الإصابة والوفاة. ومع تزايد أعداد الإصابات فى بلادنا مع  ما يطلقون عليه الموجه الثانية يجمع الخبراء أن أوضاع الوباء فى بلادنا ـ والحمدلله ـ أفضل والسيطرة عليه أكبر وفى رأيي أن شمسنا المشرقة فى جميع فصول السنة فى مقدمة عوامل الوقاية كما أكد أكثر من عالم أن التعرض لضوء الشمس يوميا يوفر قدرا كبيرا من الوقاية وهو ما يفسره أن فيتامين «د» والذى يطلق عليه فيتامين الشمس من عناصر الوقاية .. وبذلك يكون ضوء الشمس وقاية مجانية من الخالق للبشر خاصة الأكثر عوزا وألما واحتياجا والذين تفرض عليهم حياتهم أو ظروف عملهم قضاء ساعات طويلة تحت الشمس.



> لقد آمنت دائما بأن لضوء الشمس أسرارا بلا حدود وأن عناية الحضارة المصرية بها وراءه حكمة كبيرة وأن تعامد الشمس على وجه الفرعون فى بعض المعابد كان رسالة لأحفادهم وجزءا من أسرار إبداعهم وعبقريتهم فى الطب والعلاج والتداوى والجراحة. فتداووا بالشمس وإذا كانت تدخل بيتك افتح لها النوافذ وإذا لم تكن اخرج لها ولو نصف ساعة يوميا مع الأخذ بجميع أسباب الوقاية مع دعوة إلى وزارة الصحة التى أعلنت عن وجود مستشفيات للعزل فى كل مركز فى المحافظات وان فى محافظة القاهرة توجد أحياء يوجد فيها أكثر من مستشفى مما يسهل للفرد أن يذهب إلى أقرب مستشفى فى الحى الذى يسكنه .. أرجو ان يقدم الاعلام المرئى والمسموع ومواقع الصحة أسماء وعناوين هذه المستشفيات مع وجود أسعار استرشادية للعلاج فى المستشفيات الخاصة إذا اضطر المريض للعلاج فيها، وقانا الله جميعا شر الوباء والاحتياج للمستشفيات.



> سيرة المستشفيات تجعلنى أتساءل ماذا عن تزايد احتكارات الشركات الاستثمارية المصرية والعربية للمستشفيات الخاصة والأرقام الخيالية للعلاج فيها ... أليس من حق المصرى أن يجد الحماية فى بلاده من جميع الاحتكارات والتربح خاصة إذا كانت فى مجال الصحة ... خاصة ان القادرين فى الأغلب يطيرون للعلاج فى الخارج فكيف يترك العلاج فى المستشفيات الخاصة ولدى كبار الأطباء بدون أسعار استرشادية رحيمة بالمرضى؟!



> من أهم المؤشرات المبشرة فى العام الجديد علاج وتخفيف آلام قرانا الأكثر حرمانا وفقرا بالمشروع القومى لتطوير 1500 قرية والذى يوفر أهم ضمانات استمراريته ونجاحه رعاية الرئيس له بنفسه وتبطين الترع بعد طول إهمال ما بين الردم وتحويلها إلى مساقط قمامة وكما نشر بالأهرام 29 /12 أن تأهيل الترع يتزامن مع تطبيق نظم الرى الحديث ... لقد جعلنا النظام الأسبق وحتى ثورة 25 يناير نعيش على وهم أن ما يأتى من أموال ومعونات خارجية ينفق على توفير البنية الأساسية لقرانا المحرومة جميعها منه وكشفت البرامج الجادة لإنقاذ الريف والتى تقوم بها دولة 30 /6 عن حجم ما تعانيه القرية والفلاح من غياب أبسط مقومات وشروط الحياة الإنسانية .. فأين ذهب كل ما جاء من معونات؟! مما يفرض مراجعة ومتابعة وحساب لتصريحات المسئولين ونسب ما ينفذ منها .. وبعضها لا يتجاوز الدعاية والتلميع الإعلامى إن المواطن إذا أخطأ المفروض أن يحاسب بالقانون ودون تمييز وتجاوز ولكن من يعاقب المسئول إذا أخطأ أو قصر فى أداء مسئولياته؟!



> من أهم تصريحات الرئيس فى 2020 وقد وجهها للمسئولين تعليقا على اللامبالاة والفوضى والتسيب الذى يبدو سمة أساسيه تقف وراء جرائم البناء على الاراضى الزراعية وعدم نظافة حتى اكبر الاحياء فى المدن وعدم توفير ابسط الخدمات للمواطن: «اتركوا مكاتبكم وانزلوا وتجولوا فى كل شبر يخضع لمسئوليتكم واسألوا أنفسكم هل هذا يليق بدولة حقيقية فيها انضباط واحترام وتنفيذ للقانون ومن يعجز من المسئولين على أداء المطلوب منه يكون لديه شجاعة الاعتراف والانسحاب». بعض مسئولينا لهم تصريحات براقة أتمنى ان تتم فى 2021 مراجعات لها،  ففى ديسمبر 2020 أعلن وزير الرى أنه خلال ستة شهور يستطيع الفلاح أن يروى أرضه بالموبايل، وقال وزير قطاع الاعمال فى الأخبار 15سبتمبر الماضي إن مصر على أعتاب العالمية فى الاقطان والغزل والنسيج وتوقيع عقد إنشاء اكبر مصنع فى العالم بالمحلة بتكلفة تقديرية 780 مليون جنيه والتجهيز لمعرض عالمى للغزل والنسيج فى يناير الذى بدأنا الجمعة أول أيامه ولم تظهر له علامة .. وماذا أنجز حقيقة فى صناعة الغزل والنسيج التى كانت من أعرق الصناعات فى مصر وبدأت فى القرن 19 وماذا تم فيما أعلن عن استنباط أصناف عالية الإنتاجية من القطن بعد الجرائم التى ارتكبت فى حق زراعة أجود أصنافه وسعى بعض المستثمرين لزراعة قطن البيما الأمريكى متوسط التيلة بدلا عن قطننا طويل التيلة.



> وهل نستطيع فى عام 2021 أن نتلافى آثار ما أسفرت عنه الانتخابات من محاولات استنساخ الماضى والاهتمام بوجود معارضة وطنية وضرورتها لإقامة بناء ديمقراطى قوى وان يسود فى 2021 ما يتفق مع الدستور فى عدم وجود اختلاف فى درجات المواطنة باختلاف المناصب والحصانات وعدم وجود فروق فلكية فى الدخول.



> من أهم أمنيات 2021 أن تصل دول حوض النيل إلى التعاون والتكامل فى حقوق الحياة التى تمثلها الحقوق المائية لدول المنبع ودول المصب باعتبار ان الصراع على المياه من أهم أسباب الصراع المستقبلى الذى يجب أن تستعد له كل الأطراف الدولية والإقليمية والذى يمكن أن يصل فى بعض مراحله إلى حافة الحرب، وهو ما أعلنت مصر أنها لا تريده بقدر حفاظها على حق الحياة الذى يمثله النيل لمصر الذى يمثل اكثر من 95% من حقوقها من المياه وان الاتفاقيات بين الدول تنظيمية فقط وليست منشئه لحق الحياة فلا أحد ولا قانون يستطيع أن ينشىء تنازلات فى حق الحياة والوجود.



> سنتنا خضراء .. وشمسنا مشرقة .. ونهرنا متدفق بإذن الله ومسئولونا يعرفون ويحترمون قيمة وكرامة واستحقاقات الوطن والمواطن.