على غرار أطلس «المواقع الجغرافية» المعد لكل المناطق فى العالم سواء على الصعيد القارى أو العالمى أو على مستوى الدول، وأطلس (الفرص الاستثمارية) الذى يكشف بجلاء عن الفرص الواعدة التى تنعم بها بلادنا فى الوقت الراهن، وأطلس (الثروة المعدنية) الذى يبرز توزيع المعادن بمناطق مصر المختلفة واحتياطياتها المؤكدة والمحتملة، أتطلع بشغف بالغ وشوق جارف إلى انبلاج فجر ذلك اليوم السعيد الذى يشهد إعلان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تدشين مشروع قومى بالتعاون التام والتنسيق الكامل مع الوزارات المختلفة لإعداد (أطلس الوظائف الشاغرة) المخصصة لحديثى التخرج على مستوى الجمهورية ليتضمن مجموعة متكاملة من الخرائط حيث توضح كل خريطة - أو أكثر- الوظائف الشاغرة بتخصص محدد من حيث عدد الوظائف (المتاح بالفعل والمخطط له)، ومواقع شغلها بالشركات وجهات العمل المختلفة بكل وزارة على حدة على مدى السنوات الخمس المقبلة – بمعنى خريطة لوظيفة محاسب وأخرى محام وثالثة مهندس كهرباء ورابعة طبيب و ..إلخ - مما يسهم إلى حد كبير فى تحقيق هدفين فائقى الأهمية بالغى الأثر:
الأول: توفير قاعدة بيانات دقيقة عن الوظائف الخالية فى جميع التخصصات بجميع جهات العمل (حكومة / قطاع أعمال عام / قطاع استثمارى / قطاع خاص) لفترة زمنية محددة ولتكن خمس سنوات مقبلة تعد حجر الزاوية فى إجراء دراسة دقيقة يقوم بها المجلس الأعلى للجامعات أو أحد بيوت الخبرة المصرية تستهدف ربط أعداد المقبولين بالجامعات كل عام مع احتياجات سوق العمل الفعلية مما يقضى على ظاهرة البطالة تدريجيا أو ينزل بمعدلاتها إلى أدنى مستوى لها على الصعيدين العربى والعالمى.
الثانى: إتاحة مرجع دقيق ودليل موثق أمام طلاب الثانوية العامة لتوجيه عنايتهم وإرشادهم إلى احتياجات سوق العمل الفعلية من التخصصات المختلفة على مدى السنوات الخمس المقبلة وما يترتب على ذلك من توجيه بوصلة اختياراتهم – عند التقدم لمكتب تنسيق القبول بالجامعات – إلى الكلية المناسبة (التخصص المناسب) التى يرصدها مشهد التوظيف وتحتاجها سوق العمل وتوفر لهم وظيفة مناسبة عقب التخرج مباشرة دون انتظار مرير يقض المضاجع ويكدر الصف، وأشير إلى ثلاث نقاط هى أن أطلس الوظائف الشاغرة يمكن أن يصدر فى ثلاثة أجزاء عن الجهات الحكومية وقطاع الأعمال العام، والقطاع الاستثمارى، والقطاع الخاص، ويمكن أن يطرح فى صورتين «ورقية» كالمعتاد وعلى أقراص مدمجة ليصبح فى متناول الجميع، مع ضرورة تحديث بياناته كل خمس سنوات ليعكس أحدث المستجدات فى سوق العمل ومتطلبات المرحلة.
مهندس ــ هانى أحمد صيام