عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
من «بواقى» الأقمشة موضات عالمية صديقة للبيئة
27 ديسمبر 2020
فتوح سالمان
بواقى الاقمشة


صناعة الموضة فى العالم واحدة من أكثر مصادر تلوث البيئة بفضل ما تنتجه من نفايات خلال عمليات الإنتاج واستخدام الكيماويات فى صناعة النسيج والانبعاثات الحرارية الناتجة عنها والتى تقدر بنحو 12% من حجم الانبعاثات الضارة سنويا، كما أنها واحدة من أكثر الصناعات اهدارا للمياه اللازمة لعمليات الصباغة، فهى تستهلك نحو تريليون ونصف تريليون طن من المياه سنويا.



وتشير وكالة «يورونيوز» الأخبارية إنه توجد أيضا كميات هائلة من التالف المهدر سنويا من هذه الصناعة وتصل إلى 92 مليون طن سنويا تقدر قيمتها بنحو 120 مليار دولار سنويا منها 350 ألف طن فى بريطانيا وحدها أو ما يوازى 150 ألف يورو سنويا و13 مليون طن فى الولايات المتحدة. وأخيرا فرض مصطلح «موضة صديقة للبيئة» او الازياء المستدامة نفسه على السوق العالمية وظهرت عدة ماركات حققت نجاحا جيدا وتحولت إلى ماركات معروفة تحت هذا المسمى منها ايلين فيشر رنيو وفوكس جريتى وتونلى وكريتس داون وتعتمد هذه الصناعة على تحقيق مبادئ التنمية المستدامة مثل تقليل حجم النفايات والفاقد عن عملية التصنيع وتحقيق نوع من العدالة فى توزيع الأجور وحقوق العمال، فكيف تكون الملابس صديقة للبيئة.



الفكرة الاساسية التى تقوم عليها هذه الصناعة هى الاعتماد الكامل على التالف والمهدر الذى تلقى به سنويا بيوت الأزياء الكبرى من قماش وملابس تقرر إعدامها لأسباب مختلفة مثل وجود خطأ فى التصميم أو للحفاظ على السعر أو تعرض النسيج لنوع من التلف فى أثناء تصنيعه بالاضافة إلى المتبقى من قطع قماش صغيرة لديها فبيوت الأزياء العالمية لديها خطوط إنتاج كبرى وتوقع عقودها قبل عملية الإنتاج نفسه لكن أحيانا يحدث ألا تتم الصفقة أو لا يحقق الثوب المصنوع نجاحا أو مبيعات كبيرة فيقرر بيت الأزياء عدم تصنيعه مرة أخرى وبالتالى يقرر اعدام القماش المتبقى أو التخلص منه بحرقه فقد دفع ثمنه مسبقا وهى لا تنوى تصنيع المزيد منه كما انها قد تطلب نسيجا بمواصفات معينة من المصانع الموجود اغلبها فى دول شرق آسيا فيتعرض القماش لاى عيوب فى اثناء التصنيع او النقل وتعيده للمصنع الذى يقرر التخلص منه بدوره. ولأن تكلفة اعدام القماش كبيرة ايضا مثل سعره ففى السنوات الاخيرة لجأت هذه الشركات إلى بيعه بـ«البالة» بثمن زهيد والقاء عبء التخلص منه على آخرين بالاضافة إلى أن بعض بيوت الأزياء الكبرى تتخلص من «المرتجع» لديها من الإنتاج بعد عشر سنوات وتقرر الا تعرضه فى متاجرها ومن هنا ظهر مصطلح الازياء المستدامة والموضة المعاد استخدامها أو الـ «ديد ستوك فاشون».



وبالرغم أن من هذه الصناعة تدعى الحفاظ على البيئة فإنها فى حقيقة الامر لا تفعل ذلك مباشرة ولكنها فقط تستخدم القماش المهمل أو التالف بدلا من اهداره, وكما يقول تقرير نشرته مجلة «اليوكس» للموضة فشراء مثل هذه الأزياء يحقق عدة فوائد منها أن القماش يكون بجودة عالية مما يطيل عمر الملابس وبالتالى يغنى صاحبه عن شراء المزيد، فالحصول على قميص قطنى قد يعيش عشر سنوات بسعر جيد وجودة عالية أفضل كثيرا من شراء عدة قمصان رخيصة بجودة اقل فكلما قللنا من شراء الملابس الرديئة أسهمنا فى تقليل رواجها وبالتالى تقليل حجم صناعتها والانبعاثات الناتجة عنها وحتى لو كان سعرها أعلى الا أنك فى نهاية الامر ترتدى ماركة عالمية بسعر أقل من سعرها الحقيقى. بالاضافة إلى ميزة أخرى وهى أن أغلب مصممى هذه الازياء يواجهون صعوبات تدفعهم للتفكير فى حلول ابتكارية فى التصميم فكمية القماش التى يحصلون عليها ليست كافية لانتاج اكثر من قطعتين أو ثلاث على الاكثر من التصميم نفسه وأحيانا واحدة فقط وهو ما يعطى المشترى نوعا من التفرد واحيانا تدفعهم عيوب القماش إلى وضع لمسات مختلفة.