عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الدور المجتمعى فى صناعة الإنسان!
27 ديسمبر 2020
محمود عبدالمقصود


المنتج البشرى لأى مجتمع هو وحده القادر على النهوض به وتجاوز عثراته وتحقيق طموحاته.. ولذلك يحظى تجويد هذا المنتج (صناعة الانسان) على اهتمام كبير فى الدول المتقدمة ..وحوله ومن اجله تدندن سياسات الدول واقتصاداتها .. ولعل اكبر اشكالياتنا على مدى عشرات السنين ان الدور المجتمعى غائب فى تلك الصناعة. فصناعة الانسان لدينا نهشتها موروثات خاطئة وقيم ظالمة وعقائد بالية فأفرزت لنا فى النهاية منتجا انسانيا منزوعا لمواصفات التقدم.. فكم من الآباء من جرف شخصية أبنائه.. ومن المدرسين من أحبط تلاميذه.. ومن الازواج من قهر زوجته وغير ذلك من ممارسات خاطئة... (إلا من رحم ربى) .. فتحت مفاهيم خاطئة للتوجيه والتقويم وتعديل مسار من تولينا امرهم .. جلدنا انفسنا وبددنا ثروتنا الانسانية والبشرية وفى النهاية نجلس جميعا نبكى على اللبن المسكوب ونقول مفيش فايدة! دون ادراك منا ووعى لجرم ما ارتكبناه فى صناعة الانسان.. وللاسف كلنا مشاركون وعلى كل المستويات المجتمعية والفردية.. بقصد او بغير قصد .. فى تجريف الشخصية الوطنية المنوط بها الإسهام والمشاركة في مجالات الحياة.. ولمواجهة هذا الامر علينا اولا ان نعترف جميعا بوجود المشكلة وخطورتها على مستقبل الامة.. ومن ثم علينا ان نعقد النية لحلها.. من خلال طرح الامر للنقاش المجتمعى والاستماع لآراء المتخصصين لوضع رؤية متكاملة لتجويد صناعة الانسان فى جميع مراحل حياته منذ ولادته حتى تحمله لمسئولياته الاجتماعية والوطنية.. وأرى هنا ايضا ضرورة التوعية والتثقيف بمعايير الزواج وأساليب تربية الابناء.. ومعالجة الموروثات الاجتماعية التى تجرف انسانيتنا مهما بلغ فيها نبل مقصدنا وحسن نيتنا ..ولتحيا مصر دائما وأبدا.