عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«البحر الأحمر» فى انتظار دوران «طواحين الذهب»!
26 ديسمبر 2020
البحر الأحمر ــ عرفات على
منجم السكرى بمرسى علم


يترقب أبناء محافظة البحر الأحمر دوران طواحين إنتاج الذهب بدائرة المحافظة من أجل إيجاد أنشطة اقتصادية جديدة بالمنطقة تؤازر النشاط السياحى الموجود بالمحافظة، خاصة أن هذه المنطقة تحتوى على قرابة 120 موقعا للذهب معظمها فى القطاع الجنوبى للمحافظة لم يستغل منها حتى الآن بشكل ملموس سوى منجم السكرى بصحراء مرسى علم. يقول الدكتور مصطفى محمود إسماعيل استشارى العلوم الجيولوجية بالمعاش إنه حينما وفد الفراعنة القدماء من جنوب الوادى للصحراء الشرقية وتحديدا للمنطقة التى سميت (بالفواخير) كان شاغلهم الأول هو البحث عن الذهب استرشادا بعلمهم وفطرتهم ، وبدأت الحكاية على يد الملك سيتى الأول، أول منقب عن الذهب، فى وادى السد بالفواخير حيث توصلوا لعروق الكوارتز الحاملة لخامات الذهب وكانت هذه هى الشرارة الأولى حيث ظلوا ينقبون حتى اكتشفوا قرابة 120 موقعا ورسموا إحداثيات هذه المواقع على الخريطة الموجودة الآن فى متحف تورين بايطاليا، وهذه الخريطة عبارة عن بردية مكتوبة بالهيروغليفية، وتمثل تصميما دقيقا لمنجم الفواخير حين ذاك وتشرح عمليات استخراج وانتاج الذهب منه، وتشير إلى جبل الذهب شمال الطريق العلوى وجبل الفضة تحت الطريق السفلى للمنطقة وكذلك الجبل الذى كان يتم فيه غسيل الذهب من الشوائب، وتشير الى استراحة الملك آمون والرمز الملكى لسيتى الأول وبيوت عمال الذهب، ويقول إن هناك صورة للخريطة موجودة فى هيئة المساحة الجيولوجية فى مصر ومن أهم المناجم التى اكتشفها هؤلاء الفراعنة بالصحراء الشرقية مناجم السكرى وأبو مروات وعتود وعطا الله ووادى جاسوس وسمنة وأم الروس وأم الطيور وأم عود والسد وغيرها. ويضيف أنه تم تشغيل بعض من هذه المناجم فى بداية القرن العشرين ثم توقفت عام 1998، وتمثل الفترة مابين عام 1932 حتى عام 1958 مرحلة جديدة فى اكتشاف وانتاج الذهب من مواقع منجم السكرى وأم عود وأم الروس والبرامية حيث تم انتاج أكثرمن 7 أطنان ذهب وبعد ذلك توقف العمل، ثم بدأ التصريح لإحدى الشركات لاستغلال منجم السكرى بمرسى علم وقامت منتصف عام 2009 بتركيب مصنعها ومازالت تعمل حتى الآن.



وحول قانون المناجم الذى صدر خلال الفترة الماضية ومدى ماتضمنه من تيسيرات لتشجيع الشركات على التوسع فى استغلال تلك المناجم يقول يوسف الراجحى المدير التنفيذى لمشروع منجم السكرى بمرسى علم إن القانون الجديد يعد الأفضل مما كان عليه الأمرفى القانون القديم، حيث أتاح فرصة تطبيق نظام الإتاوة وحق الضرائب وحق الإيجار للدولة مما يشجع الشركات الكبرى على اقتحام هذا القطاع بعكس نظام المشاركة. أما الجيولوجى عادل محمد مدير معمل هيئة التعدين بمرسى علم فقد أكد أن هناك بالفعل 120 موقعا للذهب منتشرة بالصحراء الشرقية معظمها بالقطاع الجنوبى للمحافظة من بينها الفواخير والبرامية وأبو مروات وسمنة والعرضية وعطا الله وأم عش والحمامات وغيرها وهذه المواقع تتحول لمناجم عندما يتم حساب احتياطاتها ويبدأ العمل فى استغلالها وأن الهيئة تسعى من خلال طرح مزايدات عالمية إلى الإستغلال الأمثل لتلك المواقع وتعظيم الاستفادة المالية منها والقضاء على ظاهرة النبش العشوائى للذهب. ومن جانبه أكد المهندس أيمن ابراهيم رئيس الادارة المركزية للمحاجر والمناجم بالهيئة العامة للثروة المعدنية أن قطاع الثروة المعدنية بالصحراء الشرقية بنطاق محافظة البحر الأحمر على وجه الخصوص سيشهد مع بداية عام 2021 انفراجة حقيقية فى مجالات البحث والتنقيب عن خامات الذهب، بالإضافة إلى عمليات البحث أيضا عن عشر خامات أخرى تتعلق بالثروة المعدنية بالمنطقة بما يبشر بأن دفعة قوية سيشهدها الاقتصاد القومى خلال الفترة المقبلة, وبما يتيح تحقيق فرص عمل كثيفة، ويأتى ذلك فى إطار استعداد شركات عالمية ومحلية كبرى لبدء تنفيذ تعهداتها التى أبرمتها مع الهيئة مؤخرا بشأن المزايدة العالمية، التى طرحتها الهيئة للتنقيب عن الذهب واستخراجه والتى فازت بها 11 شركة كبرى. وتضمنت المزايدة طرح 290 بلوكا تبلغ مساحة كل منه 175 كم مربع داخل المناطق التى تحتوى على خامات من الذهب وقفا للخرائط العلمية للهيئة، ووفقا للخريطة التى كانت قد دونت بمعرفة الفراعنة القدماء حينما زحفوا للصحراء الشرقية خاصة القطاع الجنوبى للمنطقة ومنطقة الفواخير على جانب طريق القصير ــ قفط، الذى كان يسمى بطريق وادى الحمامات وطريق الفواخير والطريق إلى بلاد بونت وأقاموا أول مصنع للذهب هناك ثم توسعوا فى بقية المناطق ودونوا على تلك الخريطة نحو 120 موقعا للذهب، وفازت الشركات المشار إليها بعدد 82 بلوكا من إجمالى 290 وذلك خلال المرحلة الأولى للمزايدة. وأشار إلى أن الهيئة شرعت فى تغطية بقية المناطق التى تضمنتها المزايدة من خلال مرحلة ثانية تتيح للشركات العالمية والمحلية الفوز ببقية المناطق، وسوف تستمر الهيئة فى تلقى الطلبات والبت فيها حتى منتصف مارس من عام 2021 بهدف إتاحة الفرصة لكل الشركات العاملة فى قطاع إنتاج الذهب لاستغلال بقية المواقع.