هذه آخر طبعة من حواديت النصب بفبركة المآسى الإنسانية التى تستهدف استدرار تعاطف الجماهير لأغراض أخرى ليس لها علاقة بالمأساة المزعومة! ثم يتبين أن الغرض جمع الأموال أو أشياء أخرى! فقد اكتشف فريق الإسماعيلى وجماهيره فبركة قصة الفتاة مريم، التى ظهرت حكاياتها فجأة على مواقع التواصل الاجتماعى، وقيل إنها تُعالَج من السرطان فى هولندا، وإن أملها الوحيد معقود على نجاح عملية نقل النخاع. وراحت الجماهير تتابع بتلهف أخبارها، عن مشكلة إيجاد الفصيلة المطلوبة، ومن يتبرع بها..إلخ. وكان أغرب ما قاله المفبركون إن مريم من مشجعات نادى الإسماعيلى، وإن معنوياتها ترتفع عند فوز النادى، بل إن هذا الفوز صار هو سلواها فى محنتها..إلخ! ثم تبين أن مريم كردية لا تعرف النادى الإسماعيلى! الغريب أن أثر الفبركة لم يتوقف فقط على لاعبى الإسماعيلى وجماهيره، ولكنه امتد إلى نادى المصرى، وهو يستعد لمباراته مع الإسماعيلى، وقيل إن بعض لاعبى المصرى تعاطفوا مع الفتاة إلى حد أنهم لم يتحمسوا للفوز على الإسماعيلى!
وخُذْ عندك من اشتُهرِت بلقب (سيدة المطر)، التى جلست تبيع الترمس وسط بركة مياه المطر، فى حين كان يمكنها ببساطة أن تنقل بضاعتها على الرصيف الآمن من المياه والذى يبدو فى خلفية الصورة على بُعد أمتار! ثم تبين بعد الهوجة التى أعقبت النشر أنها تتحصل على معاش من الدولة، وأنها تسلمت بالفعل شقة مؤثثة مجاناً من مشروعات الدولة، وأن زوجها أيضاً له معاش استثنائى، وأنها تعول ابنها المتزوج من امرأتين وله 8 أطفال، ولكنه من الخاملين الذين لا يحبون العمل! أى أنهم جميعاً عالة على المجتمع، وبعضهم يمارس النصب مطالباً بالمزيد، ولكنهم يتحصلون على إعانات بدلاً من أن يتعرضوا لعقوبات، ثم يتمكنون بألاعيبهم من تحقيق مكاسب إضافية بالتسول! ولا تستهين بأن تحقيقهم مكاسبهم يشجع آخرين أن يكونوا بالمثل، فيصبح لدينا ظاهرة المتسولين الذين يتسببون، بتعمدهم إظهار بؤسهم، فى توجيه النقد إلى الحكومة، وتشويه المنظر العام، وإشاعة جو من اليأس والإحباط وكراهية الذات لكل من يراهم!.