أنا سيدة فى الثانية والخمسين من عمرى، تزوجت سائقا يعمل بالأجر اليومى وأنجبت منه بنتا وولدين، وبدأت متاعبى بإصابة ابنتى «بسمة» بحمى منذ الصغر مما استلزم علاجها بحقنة شهريا، ومرت الأيام، ولاحظت عدم تحسن حالتها الصحية، بل ازدادت سوءا فأصبحت غير قادرة على الحركة كباقى أقرانها من الأطفال، وبعد عمل الأشعة تبين إصابتها بالروماتويد، فحاولت قدر استطاعتى توفير العلاج لها، وتزامن ذلك مع إصابة ابنى الأكبر بنوبات إغماء متكررة، وأجريت له أشعة أوضحت إصابته بزيادة فى نسبة الكهرباء بالمخ، ولابد من علاجه بانتظام، وتحسنت ظروفنا المعيشية نوعا ما بانتقال زوجى للعمل بإحدى الشركات الخاصة، ولكنه لم يعد كما كان، فبدا شاحب الوجه وظننت أن ذلك يرجع لطبيعه عمله، وتم الكشف عليه بإحدى العيادات الصحية التابعة لجهة عمله، والتى أكدت إصابته بالغدة الدرقية، ولابد من إزالتها، وبعد الجراحة ازدادت حالة زوجى سوءا، وأصيب بشلل نصفى بعد تعرضه لجلطة بالمخ، وأصبح قعيدا، وهو فى ريعان شبابه، وزاد من جزعى تدهور حالة ابنتى نتيجة مرضها الذى أدى لإصابتها بالمياه البيضاء على إحدى عينيها، وحدوث تآكل بمفصل الحوض أيضا، فخضعت لعملية زرع مفصل على نفقة الدولة، وإزالة المياه البيضاء من العين بتبرع أهل الخير، ولظروفها الصحية والمادية لم تستطع استكمال تعليمها هى وأخوها الأكبر، وقد توفى زوجى بعد صراع مع المرض.
لقد أصبحت أعيش فى دوامة لا تنتهى، وقد تقدم لابنتى شاب للزواج، ولكن من أين لى بتكاليف الزواج، والعلاج، فهل من مساعد؟.
صفاء عبد العزيز