منذ 12 شهرا وفى مثل هذه الأيام، شاهدنا بابا نويل أو سانتا كلوز، كما يسمونه فى بلاد الفرنجة يوزع هداياه للأطفال من وراء حجاب، لأن الجائحة المستجدة قد تفشت وقتها كوباء عالمى، وحالياً بعد أن تم التوصل إلى لقاح يحاربها، إلّا أن كلمة حرب تظل وكأنها مصير مشترك فى مسيرة أبناء آدم وبناته، يواجهونه خلال رحلتهم فى الحياة منذ لحظة الميلاد حتى الفناء! ذلك ما تنم عنه حالة ترقب صاحبها قدر من التشاؤم، سيطر على تنبؤات المراقبين لأجواء العالم السياسية! وفى ذلك تارة يستشهدون بسفن حربية تتحرك فى مسارات بعينها، وتارة أخرى يتساءلون عن الأسباب التى تدفع دولة لإرسال قوات وعتاد عسكرى إلى دولة أخرى لحمايتها عند اللزوم؟ ويتزامن ذلك مع دهشة قارئى الفنجان لمستقبل السياسة، سيما إن تعلق الأمر باستضافة مفاجئة لقاعدة جوية بدولة لمصلحة دولة أخرى، ناهيك عن بقاع يتضاعف مخزون أسلحتها بالمفرقعات، وفى ظل هذه الأجواء التى تبدو كأنها باردة تأتى مصادفة هى الأعجب، بتعطل محرك جوجل فى أنحاء الكرة الأرضية، وهو ما حدث لبضع ساعات منذ أيام! ويالها من تفاعلات منها الظاهر والباطن، تحدث على سطح كرة هى بالفعل أرضية! إنما بعيداً عن تنبؤات الساسة ومخاوفهم، هل تعتقد أن يأتى بابا نويل مبتهجاً، وهو يوزع هداياه المألوفة خلال أيام قبل انتهاء هذه السنة الكبيسة بعدد أيامها وبأحداثها الجسام؟ أم تراه سيستبدل هداياه بما يفرض واقعاً مريراً يمهد للهلاك طريقاً تتبدل معه موازين القوى! إن رأيته كذلك فستسقط عنه صفته، وفى هذه الحالة لن يكون هو بابا نويل الطيب المألوف لدى الأطفال بمختلف الأجيال، لأنه سيبدو حينها بوجه بابا نويل الآخر!.