ارتبط الشعبان المصرى والعراقى بالكثير من العلاقات والوشائج التاريخية التى تؤكد مجملها التماثل الحضارى الذى قد يصل إلى التطابق فى الكثير من الخصائص والطبائع المجتمعية التى جعلت المصريين فى فترة أكثر المقيمين فى العراق، والعراقيين أكثر المقيمين فى مصر. وما بين الفترتين تغير الكثير من الأمور فى البلدين ولكنها لم تغير حقيقة أن بلاد ما بين النهرين احتضنت وتحتضن المصريين وكذلك الحال بالنسبة لمصر الكنانة، وبين هذا وذاك كانت المأساة العراقية التى مازالت فصولها تتوالى بعناوين مختلفة تؤكد أن الشعب العراقى بمختلف فئاته وطوائفه ومذاهبه وقومياته دفع ومازال ثمنا للكثير من الأجندات التى استهدفت وتستهدف العروبة والعرب. ولسنا هنا بصدد سرد الوقائع الحاضرة والقريبة والتى تبرهن أن العراق بات أسيرا للكثير من العقد والإحتلالات التى ذبحت العراقيين بأيد عراقية ودمرت دولة كانت من أقوى الدول تحت دعاوى غربية كاذبة. الجديد كان فى الفورة والثورة والانتفاضة التى انطلقت فى أكتوبر قبل الماضى وما سبقها من انتفاضات والتظاهرات العامة العارمة ضد الاحتلالات والفساد والتعصب بما يؤكد أن هذا الشعب رغم الفواتير التى دفعها ويدفعها يخوض وبإصرار حروبا صعبة وعلى الأصعدة كافة للتحرر. مصر لم ولن تغيب عن المشهد وكانت حاضرة بالكثير من المواقف والتحركات، وهو الأمر الذى جاء ضمن مخطط إبعاد العراق عن العرب وإرهاب العرب لترك العراق لإيران لتبدأ الحرب الإيرانية ضد العراق فى العراق وتنطلق منه بإتجاه عواصم عربية أخري، والسؤال الآن هل تتوافر الشروط والضمانات وإن توافرت فهل ستسكت إيران التى تتنفس اقتصاديا من العراق وميليشياتها وعملائها على الأمر أم ستكرر سيناريو بات واضحا ضد المصريين فى العراق.