عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قليل من الرحمة أجمل
17 ديسمبر 2020
فاروق جويدة


أتابع إطلاق الشعارات على شاشات الفضائيات وفى مواقع التواصل الاجتماعى بعضها نفاق سياسى والبعض الآخر تشجيع رياضى وفيها بعض الشتائم لحكومات أو أنظمة.. وكل هذه الأعمال تدخل فى سلسلة الأعمال المنافية للأخلاق وكنت أتمنى لو أن هذه الدعوات الفجة سلكت طريقا آخر يدعو للأخلاق والترفع والرحمة.. إن أبواق الفن الهابط والانحراف السلوكى والنفاق الرخيص لن يبقى شىء منها.. إنها رياح فاسدة وعواصف سوداء تجعل الحياة أكثر انحطاطا وقبحا لو أن هذه الدعوات التى يحرض عليها البعض كانت دعوة للرحمة حتى تكون الحياة أكثر نبلا وترفعا.. إن الرحمة يمكن أن تكون دستورا للبشر بعد أن تجاوز الظلم كل الحدود.. أتمنى ان يرفع الإنسان فى يوم من الأيام شعار الرحمة بدلا من شعارات الموت والقتل والدمار.. ماذا أخذت البشرية من شعارات الظلم غير هذا العالم الذى استباح كل ما هو جميل فى الحياة وشيد معاقل الكراهية بين الشعوب والأوطان.. أتمنى لو أن الإنسان تخلص من قلاع الظلم وبنى قصورا للرحمة.. إن أطفال العالم الذين ماتوا جوعا ومرضا أحق بالرحمة، والشعوب التى دمرتها الحروب وأغرقتها الدماء كانت أحق بالرحمة، والإنسان الذى لم يجد الدواء والعلاج كان أحق بالرحمة.. إن هذا الكون الذى خلقه الخالق سبحانه وتعالى على الرحمة منذ تخلى عنها أصبح وكرا للأحقاد والبغضاء والكراهية.. إن الحياة الآن أحوج ما تكون إلى إحساس جميل يجعلها أكثر إنسانية ونبلا وترفعا ارفعوا شعار الرحمة ليعود الإنسان أكثر رقيا..إن أشباح الكراهية والظلم صناعة بشرية خالصة لأن الله خلق الإنسان رحيما ولم يخلقه ظالما.. إن مواقع التواصل الاجتماعى التى تتغنى كل يوم بالظلم يمكن أن تكون دعوات للرحمة.. إن للكراهية ألف طريق، ودعاة الظلم لهم أكثر من وسيلة، ولكن دعاة الرحمة لهم قلوب تتسع لحب هذا العالم كله.. لا أبالغ إذا قلت إن الرحمة هى أوسع الأبواب لصلاح هذا العالم.. إن الأموال التى أنفقتها الشعوب والحكومات على الموت والقهر والسجون والدمار كانت تكفى لإطعام ملايين البشر.