عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المعضلة الاجتماعية
7 ديسمبر 2020
بريد;


قرأت فى إحدى الصحف أن هناك فيلماً وثائقياً ظهر فى الفترة الأخيرة باسم (المعضلة الاجتماعية) يدق ناقوس الخطر بعد أن أصبحنا دون أن نشعر، تحت طُغيان سلطة جديدة وعلى نطاقٍ واسع، ونحن نُتابع بشغف فضاءات تواصل اجتماعى استهوتنا حتى حد الوله، وأِلفناها حتى حد الإدمان، ونتغزل فيها ونكيل المديح ولا نتصور العيش بدونها، وأن حياتنا لا تستوى على سوقها إلا وهى معنا وكأننا قد ولدتنا أمهاتنا ونحن مُمسكون (كيبورد) أسهم فى إحداث انعطافات فى عمق حياة الناس وتفاعلاتهم المجتمعية وخياراتهم الحياتية، وقد نجمت عنها إتاحة الفرصة لأى شخص حكيم أو جاهل أن يُقدم المعلومات سواءً صحيحة أو كاذبة دون ضابط أو رابط، مُدعمة بالصوت والصورة، والتفاصيل المحيطة لتصل إلى العالم فى لمح البصر، وتنطلى على الناس، فتُشكل نوعاً من «الثقافة الشعبوية» وتتمدد فى التأثير على العقل الجمعى وتوجيهاته لتصديق خطابات مجهولة الحقائق وحبكها بحيث تبدو حقيقية فتجعلها مصدراً يثق فيه الجميع، وتُسبب وقوعنا فى أسر أزماتٍ يتولد عنها تفكيك جذرى لكثيرٍ من المنظومات الحياتية، ويتبعثر على أعتابها ما كان قويماً على مدى زمنٍ طويل، وكأن هناك دسائس برع من يسيطرون على هذه الشبكة فى نسجها بما يُناسب الصغار والكبار ومختلفى الثقافات ومتنوعى الاتجاهات لإحداث تغيرات حسب أهداف وأجندات معينة، فسبّب ذلك نهشاً فى الجسد الوطنى والدينى والقيمى للناس بأشكالٍ وآراءٍ زائفة نتجت عنها بلورة ثقافة معوجة المنحى..



أمام كل هذا أصبحنا إزاء تحديات تُحتم علينا مراجعات جوهرية تستأصل هذا العبث الذى بات مروجاً لبضاعاتٍ فاسدة من خلال تدشين حملات يكون عنوانها (كُن واعياً) تضطلع بها أصواتٍ عاقلة وواعية بأبعاد الصورة من جميع جوانبها، فتُرشد الناس إلى الصواب، وفرز ما تراه وتسمعه، وتُخلصهم من التأثيرات السلبية لها، وتُثمن وتُعظم ما يٌناسب ويُدعم مصالحهم وأهدافهم القويمة من خلال أسلوب علمى متحضر يعتمد على الجانب الروحى والدينى والعلمى.



عبدالحى الحلاوى