تظل مسئولية الإعلام عن استمرار بعض الظواهر السلبية دائما محل جدل ونقاش بل محل استياء من الجماهير بسبب التصرفات غير المسئولة لبعض السادة الإعلاميين.
فى الأسبوع الماضى قامت إحدى المذيعات بتقديم برنامج لا ينقصه التشويق والإثارة حول فن صيد الحيوانات البرية من بيئاتها الطبيعية وطريقة إخضاعها للأسر بكل وحشية، وعرضوا صورا للقبض على ثعلب وكأنهم ذئاب بشرية انكبت علي فريستها دون رحمة، من أجل الاستعراض.
وبذلك أطاحت المذيعة بكل القيم الإنسانية والتعاليم التى تدعو إلى الرأفة بالحيوان، كما أطاحت بقانون البيئة الذى يحرم ويجرم الإمساك بالحيوانات البرية وقتلها أو الاتجار بها، واستهانت بكل جهود الدولة فى حماية الموارد الطبيعية وجهد كل من عمل فى مجال التوعية البيئية من أجل توجيه الناس وإرشادهم إلى احترام القانون وحماية الموارد الطبيعية، وضربت عرض الحائط بتوصيات المؤتمر الدولى للتنوع البيولوجي الذى استضافته مصر منذ عامين بحضور ممثلى كل دول العالم بضرورة أن يلعب الإعلام دورا مهما ومؤثرا فى هذا المجال.
فى كثير من الأحيان نشعر بأن بعض وسائل الإعلام الخاص بلا عقل وغير قادرة على تحمل أى مسئولية تجاه مجتمعها، وبرامجها عرضة لنزوات بعض الأفراد الذين يعرضون ما يعن لهم من أفكار دون دراسة أو تفكير، وهذا بالطبع لا ينسحب على كل وسائل الإعلام الخاص التى لا يشك أحد لحظة فى مصداقيتها ومهنيتها، ولكن ... بين الحين والآخر لابد أن يسبح أحد ما ضد التيار مقدما صورة سلبية عن تلك الوسائل. ومن هذا الركن المتواضع أطالب وزيرة البيئة ووزير الإعلام بتطبيق القانون ضد هذه التصرفات غير المسئولة.