عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
سبح «سكر»
24 نوفمبر 2020
مى إسماعيل عدسة ــ أحمد رفعت


منذ الوهلة الأولى عند دخولك شارع «المجاور علي» بحى الحسين، ستخطف عينك أشكال وألوان السبح المختلفة داخل ورشة الحاج على سكر. لوحة فنية مميزة لها رائحة التراث العابر للأزمنة وفخامة الألوان الطبيعية وصوت الذِكر، تجعلك تذوب عشقا لمعرفة قصة صاحب المكان مع تلك الصناعة اليدوية العريقة الغازلة للسبح معشوقة الأنامل، سواء أنامل صانعها أو أصابع مُحبيها من عشاق التسبيح.



على كُرسى خشب يجلس الحاج على سكر فى ورشته منعزلاً عن العالم الخارجي، يذوب عشقاً داخل الحبات التى تتحول بين يديه إلى قطع فريدة، تروى قصته التى بدأت من أكثر من 55 عاما.



مُنذ أن كان طفلاً لم تكن ألعاب الصغار عشقه، بل كانت تجذبه ألوان وأشكال السبح، التى يصنعها جده الحاج سيد شديد. وبشغف طفل تعلم منه خطوات الصناعة من تفصيل لـ »نقض« و»تقطيع« و»تخريم« و»تطعيم« بأشكال متنوعة. ويوماً بعد يوم تحول الشغف لعشق وإتقان حرفة توارثها من جده أقدم صانع سبح، ليصبح شاهدا على تطور الصناعة، حيث كانت الحبات تُصنع وقتها من (نقي) البلح وبذور الخروع والعظم، إلى أن سافر شقيق الجد فى بعثة للآستانة لتعلم الخراطة. ومن هنا عرف الجد كيفية خرط المواد الطبيعية من الكوك وسن الفيل والكهرمان والمرجان والفيروز، ليغزل قطعا نادرة تحكى تاريخاً وحضارة.



يظل سكر يروى قصة عشقه للصنعة اليدوية وكيف علمها لابنه وتلاميذه، ومع كل تفصيله تتلألأ السبح فى أرجاء المكان، وكأنها تُعلن إصرار الحرفة الأصيلة على البقاء والاستمرار بأنامل أجيال أخرى..