عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أولادنا والتكنولوجيا الحديثة
24 نوفمبر 2020
إبراهيم العشماوى


الولوج إلى العصر الرقمى لم يعد مجرد خيار بل ضرورة يفرضها الواقع والتحديات. ومع التعليم الجديد عبر الإنترنت أصبح تمكين أبنائنا من أدوات التكنولوجيا الحديثة وترويض أسرارها مسألة لا تحتاج إلى التردد لحظة، لكن المفزع أن تكون هذه الوسائل معاول هدم للقيم وتهديدا للمنظومة الاجتماعية والأخلاقية وتماسك المجتمع. أقلقتنى عدة حوادث غريبة الأطوار أبطالها أطفال وصبية آخرها تخلص تلميذة من نبروه من حياتها بحبة تستخدم لحفظ الغلال لأن والدها أخذ منها الموبايل بعد أن لاحظ انشغالها عن الدراسة بالساعات على الهاتف والألعاب والدردشة، التلميذة عمرها 12 عاما فقط والأب نجار بسيط، لم أستوعب كيف يمكن لطفلة صغيرة أن تتخلص من حياتها بهذه السهولة من أجل هاتف محمول؟ لهذا نحن أمام معضلة كبيرة يجب التنبه لها وهى إدمان أطفالنا الإنترنت ومواقع التواصل والانشغال بالهواتف المحمولة وما ينجم عنه من تقليد أعمى من قبل النشء للممارسات الخاطئة أو استقطاب لفئات فقيرة وصولا إلى تجارة الأعضاء البشرية. تتضاعف المخاطر مع وجود أب وأم يجهلان تفاصيل التكنولوجيا وكيفية التعاطى معها وطريقة ترشيد الاستهلاك ومراقبة الأبناء وإسداء النصح المستمر لهم، وهو ما يفرض أن تلعب المدارس والنوادى ودور العبادة دورا فى تحصين جيل جديد تعصف به مغريات الرقمنة المدهشة حتى لو تطلب الأمر وضع مناهج تعليمية بسيطة فى المراحل الأولى عن السوشيال ميديا ومنافعها وأضرارها وكيفية تفادى مخاطرها. أبناؤنا أمل المستقبل وبناة الغد يواجهون تحديات معقدة تستوجب مساعدتهم على عبور هذه الفجوة الخطيرة وتجاوز آثار حروب الجيل الخامس متمسكين بقوة المجتمع الناعمة وقيمه وثوابته حتى نقف على أرض صلبة لمنع أى اختراقات للأعداء.