عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
محمد مختار جمعة!
22 نوفمبر 2020
أسامة الغزالى حرب


لم أخف أبدا إعجابى بفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كما أنها ليست المرة الأولى التى أتحدث فيها عنه. غير أن حديثى اليوم عن د. جمعة يعود إلى استماعى فى التليفزيون لخطبة الجمعة التى ألقاها يوم أمس الأول (20/11) عن الإمام الشافعى ودوره التجديدى فى عصره. وكعادته، يلفت د. جمعة اهتمامك ببلاغته وفصاحته، وبثروته اللغوية والدينية والأدبية معا، لتدرك أنك إزاء شخصية متميزة موهوبة من طراز رفيع. لقد كان حديث د. جمعة عن الإمام الشافعى بمناسبة إمامته صلاة الجمعة من المسجد العريق المسمى باسمه فى شرق القاهرة، بعد انتهاء وزارة السياحة و الآثار من أعمال ترميمه و صيانته.أما الإمام الشافعى نفسه، ثالث الأئمة الأربعه (مع أبوحنيفة النعمان ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل)، فهو بلا شك من أبرز عباقرة الفقه الإسلامى رغم عمره القصير الذى لم يتجاوز 53 عاما. ما الذى جذبنى فى خطبة مختار جمعة...؟ جذبنى قوله :إننا نؤكد أن باب الاجتهاد لم يغلق، ولن يغلق بعد أحد أبدا، وأن باب الاجتهاد مفتوح إلى يوم القيامة. واننا فى حاجة للاجتهاد والتجديد لعصرنا أكثر من أى وقت مضى، أو أى زمن مضى، لكثرة المستجدات وسرعة المتلاحقات. كما نؤكد أن الله عز وجل لم يخص بالعلم ولا بالفقه ولا بالاجتهاد قوما دون قوم، ولا زمانا دون زمان، ولا مكانا دون مكان...بل فتح باب الاجتهاد إلى يوم القيامة، وهذا ما أكده تطبيقا عمليا صاحب هذا المقام الإمام الشافعى رحمه الله. وكان رحمه الله قد أقام مدة بالعراق وأفتى فى بعض المسائل ببعض الآراء الفقهية، فلما انتقل هنا إلى مصر وأقام بها ورأى أحوال أهلها أفتى فى بعض المسائل التى كان قد أفتى فيها فى العراق برأى جديد، نظرا لتغير الأحوال وتغير المكان وما رآه من عادات القوم ومن أحوالهم.....هذا لمجرد تغير المكان والأحوال فما بالكم بتغير المكان والأحوال والأزمنة والمستجدات مما يجعلنا نؤكد أن باب الاجتهاد لم ولن يغلق، وأننا فى حاجة لهذا الاجتهاد.... شكرا جزيلا فضيلة العالم الجليل!.