عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«العزلة وكورونا» فى إصدار خاص من «فنون»
10 نوفمبر 2020
000;


فى ظل أجواء تجنح للعزلة مرة أخرى لمواجهة موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد؛ طرحت الهيئة المصرية العامة للكتاب أخيرا العدد رقم 28 من مجلة «فنون» برئاسة تحرير الدكتور حاتم حافظ ، عن أزمة كورونا وتأثيراتها عالمياً وفى مصر والمنطقة العربية، وتقاطعاتها مع مختلف فروع الفنون، فى جولة لاستعراض تأثيرات ما حدث خلال العام الحالى على الأدب والعمارة والدراما والرقص والموسيقى والفنون التشكيلية فيما يقترب من 30 مقالا وشهادة شخصية.



وشهد العدد مشاركة كبيرة لنخبة من كبار المبدعين يتقدمهم الروائى إبراهيم عبد المجيد ومحمد عبد النبى ومحمد الكفراوى وهند جعفر ونورا ناجى وغيرهم.



فى شهادته بالعدد التذكاري، يقول الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد: «أنظر إلى كتبى التى ألفتها والتى هى فى دولاب زجاجى على يسار مكتبى وما تُرجم منها إلى لغات مختلفة، والكتب التى كُتبت عني، والجوائز والشهادات التى حصلت عليها، وأسال نفسي، كيف يمكن أن آخذ هذا كله معى إذا أصابنى الوباء، فما معنى وجوده دوني. ثم أضحك وأقول حتى لو أخذت الكتب فستظل موجودة على الإنترنت. لم يعد لديك فرصة أبى حيان التوحيدى فى حرق كتبك، صار العالم أقوى منك ومن كل الأفكار الفلسفية عن منفى الحياة. لقد ازداد الشعور بالنفى وحاصرتنا الميديا بالتفاهات وانشغل الناس بالنميمة التى كانت محدودة فى المقاهى والبارات فصارت فى فضاء الدنيا. نفحتنى العزلة ببعض المشاعر صرت أصوغها وأكتبها على الفيسبوك». فيما يقول مصطفى طاهر عن وصف ما جرى تحت عنوان «إعادة ترتيب البيت من الداخل»: «ماذا فعل التباعد الاجتماعى فى أرواحنا خلال الفترة الماضية، وهل حقا كان الوباء فرصة للناجين منه، للقيام بعملية إعادة ترتيب البيت من الداخل؟، ليس البيت بمعناه المادى فقط، ولكن أقصد بالبيت أرواحنا المرهقة والمحاصرة فى عالم قاسٍ، أصبح ملمحه الأساسى هو السرعة واللهاث خلف كل شيء، واللا شيء معا، هل ساعة الانتظار التى دقت فوق رءوسنا جميعا، ستغير طبيعة تعاملنا مع الوقت وإحساسنا بالزمن».



أما القاصة هند جعفر فقالت فى شهادتها: «المعاناة تخلق الجديد؛ وبفضلها ظهرت اتجاهات فنية جديدة، نتحدث عنها اليوم فى إطار نظرى بغرض التأريخ أو وصف سمات مرحلة معينة، ولكن الحقيقة أن هذه التحولات جاءت نتيجة شعور جماعى بأزمات ما واجهها العالم وقتها؛ ففقدان البوصلة عقب الحرب العالمية الثانية بعث الوجودية من جديد على يد سارتر وكامو؛ بل وجعل منها النمط الفكرى الأكثر شيوعًا فى نهاية الأربعينيات والخمسينيات.