عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حكاية عن الشيخ الحصرى
8 نوفمبر 2020
فاروق جويدة


زرت الشيخ الحصرى ــ رحمة الله عليه ــ مرة واحدة وأجريت معه حواراً وتناولت السحور معه فى بيته، وكان من حظى بعد سنوات أن تغنى ياسمين الخيام ابنته قصيدتى عشقناك يا مصر من ألحان محمود الشريف وهى الآن مقررة على تلاميذ المدارس، وكانت للشيخ الحصرى رحمة الله عليه حكاية عن رجل يشتغل بصناعة الحصير وكان كلّما وجد مصلّى بلا حصيرة أو مفروشاً بقش الأرز هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد، وكانت المصلّيات آنذاك تُفرش بالحصير.. جاءته رؤيا عجيبة !!..رأى عمودَه الفقرى يتشكل ويتدلى عنقودًا من العنب والناس تأتى جماعات جماعات يأكلون من عنقود العنب وعنقود العنب لا ينفد !!ولمّا تكرّرت الرؤيا..ذهب لأحد الشيوخ وقصّها عليه..فسأله الشيخ إن كان له ذرية.. قال: ولدى محمود عمره عامان.. قال الشيخ ألْحِقه بالأزهر يتعلّم العلوم الشرعية فسوف يكون له شأن كبير..وقد كان ألحَقَه بالأزهر وختم محمودُ القرآنَ فى عمر الثامنة، وكان أوّلَ من سجّل المصحف المرتل فى أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم ورفض أخذ أجر مالى عنها فوضع الله لها القبول فى الأرض..فى عام 1961 أول من سجّل القرآن برواية حفص عن عاصم.. وفى عام1964 أول من سجّل القرآن برواية ورش عن نافع.. عام 1968أول من سجل القرآن برواية قالون ورواية الدورى عن أبى عمرو البصري. وعام 1969 أول من سجّل القرآن المعلم (طريقة التعليم).. وعام1975 أول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر..وعام 1977أول من رتل القرآن فى الأمم المتحدة..وأذّن لصلاة الظهر فى الأمم المتحدة..1978 أول من رتل القرآن فى القصر الملكى فى لندن وأوّل من رتل القرآن فى قاعة هيوارت المطلة على نهر التايمز فى لندن..وأول قارئ يقرأ القرآن فى البيت الأبيض وقاعة الكونجرس الأمريكي..إنه القارئ محمود خليل الحصرى شيخ القرّاء..توفى رحمه الله فى ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٨٠م بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.. أحسن الوالدُ بفرش المساجد حتى لُقِّب بالحصرى فنشر الله صوت ابنه فى أنحاء الأرض باسم الحصرى الذى لايزال يتردد على أسماعنا فى مشارق الأرض ومغاربها بهذا اللقب..رحمه الله رحمة واسعة..