انتهت الانتخابات الأمريكية، لا أحد فائز ولا أحد مهزوم، فالنتائج متقاربة، وأمريكا منقسمة وممزقة، وهناك أزمة كبيرة بين الجمهوريين والديمقراطيين، معسكر فاز بالرئاسة، والمعسكران تقاسما السيطرة على الكونجرس، وهو وضع يحد من حركة الرئيس الجديد.
تقارب النتائج بين ترامب وبايدن، يكشف أن الشعب الأمريكي لم يعط تفويضا مطلقا لأحد، وحتى في انتخابات الكونجرس، لا تغيير في التوازنات، فالديمقراطيون سيطروا على مجلس النواب، والجمهوريون سيطروا على مجلس الشيوخ، وهو نفس الوضع الذي أفرزته انتخابات 2016.
الانتخابات كشفت وهم الديمقراطية الأمريكية، فالمال يتحكم في كل شيء، بدليل إنفاق مليارات الدولارات على الحملات الانتخابية، ولا يوجد حد أقصى للتبرع، والنظام الانتخابي حافل بالثغرات، والنتيجة لا تحسمها أصوات الناخبين، بل أصوات المجمع الانتخابي، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام الطعون. انتهت الانتخابات الأمريكية، والجمهوريون في حالة صدمة، وأيضا الديمقراطيون، فالانتخابات لم تجر وفق توقعات الطرفين، واحتمالات العنف واردة، وحالة الاستقطاب آخذة في التفاقم، ولا أمل في المصالحة، وهذا يعني استمرار المعارك حول كورونا والموازنة والضرائب والهجرة والفساد.
في 20 يناير المقبل، تنتهي ولاية رئيس، وتبدأ ولاية رئيس، البلد منقسم، والكونجرس منقسم، والنخبة السياسية تتبادل العداء، وكورونا ينتشر دون رادع، وتداعياته الاقتصادية كارثية، أمريكا فعلا في أزمة، والرئيس القادم سوف يكون الأضعف بكل المقاييس.