عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حلم الثراء انتهى بالموت
7 نوفمبر 2020
نرمين عبد المجيد الشوادفى


أغراه حلم الثراء السريع بعدما ترك عمله فى المصنع الخاص وحصل على مكافأة نهاية الخدمة فاستسلم له ظنا منه أنه يؤمن مستقبله ومستقبل ابنائه الصغار دون ان يدرى ما يضمره له المجهول وانه على وشك الوقوع فريسة فى شرك صياد للسراب ماض به على طريق الهلاك ليلقى حتفه فى نهاية نفقه المظلم بعد أيام من الغياب والعذاب حيث عثر على جثته داخل أحد المصارف بالقرية.



لم يكن القاتل احد لصوص الفتات الذى يرضى ببضع مئات أوحتى آلاف من الجنيهات وانما لص شره وحش كاسر فى صورة بشر «محتال» جل همه جمع المال بل كل المال وسلبه من أى شخص مهما يكن، بدأ لعبته الوضيعة بالتودد لصديق قريب له من أهالى البلدة، قص له الوهم عن كنز ثمين «خبيئة فى أعماق الأرض مقبرة مليئة بثروات الجدود من الآثار والقطع الثمينة»، لكن استخراجها يحتاج للكثير من المال،وسرعان ما انقاد له الصديق، انطلت عليه الحيلة وصدق من ظنه يوما قريبا منه، جذبه بريق المال فدفع له كل ما يملكه لكن مع الوقت لم يجد شيئا،لا المال ولا الربح، وكلما ألح فى السؤال طلب منه المزيد من الوقت حتى يتمكن من استكمال المهمة واستمرار الحفر للوصول للكنز المدفون، ولم يجد بدا من مواصلة ما بدأه والانصياع لهذا المحتال حتى إنه اضطر لرهن منزله والاقتراض أملا فى انقاذ ماله واسترداده بعدما يجد الكنز المزعوم، ومرة بعد مرة كان يطلب فيها المال يطالب بالمزيد من الوقت، ولأنه لم يعد لديه ما يفعله أشار على آخر بأن يشاركه وظهر المحتال مرة أخرى ليعاود لعبته فى اصطياد فرائسه مجددا، عمد لاستخدام كل براعته فى الخداع بالمزيد من الوعود الزائفة بعدما وجد ضالته في ضحية جديدة، شاب فى مطلع الثلاثينيات من عمره اضطرته الظروف لترك عمله بعد حادث تعرض له وحروق أصابت وجهه وأجزاء من جسده، انجرف امام ما صوره له من وسيلة لاستثمار نقوده التى حصل عليها كتعويض عما ألم به ظانا أن ذلك الأفضل لمستقبل أبنائه فالأموال فى سبيلها للزوال بعدما قعد عن العمل ولم يتبق سوى تلك المكافآة التى حصل عليها من المصنع جهة عمله، أغواه كسابقيه بالفرص والوعود البراقة عن الثراء المنتظر والمكاسب الطائلة التى سيجنيها، وإمعانا فى الخداع اصطحبه للأرض الموعودة حيث يرقد الكنز والحلم، وأطلعه على بعض من قطع مقلدة كان قد جلبها لحبك قصته،حيث اعتبرها الأخير فرصة مثالية وخشى مغبة التفريط فيها وأسلم له كل ما معه من أموال تحصل عليها، وظل ينتظر، لكن مرت الأيام ولم يجد أى بصيص لأمل يلوح فى الأفق ليبدد مخاوفه التى باتت تنهش فيه، طفق يبحث عمن أخذ ماله ليطالبه به وهو يهدد ويتوعد اذا لم يعد له ما استولى عليه، لكن مرة أخرى استطاع المخادع احتواءه وإسكاته، نجح فى اقناعه بالعمل معه وشركائه حتى يمكنهم بلوغ منيتهم سريعا،ولم يكن هناك مفر، وافق للوجود جوارهم ومراقبة ما يفعلون عن كثب واتفقوا معه على العمل باليومية واصطحبوه للأرض مرة ثانية بعدما أوهموه بأن يجلب كل حاجياته تحسبا لقضاء فترة طويلة للعمل بكد وإنجاز، ودع أسرته وأولاده على امل العودة قريبا، لكن هيهات فقد بات مصدر تهديد وإزعاج لهم.



ولم يجدوا أفضل من تلك الفرصة للفتك به بعيدا عن الأعين، وانهالوا عليه ضربا وركلا حتى فارق الحياة ثم قاموا بربطه بحجر وتوثيقه والقائه بالمصرف لإبعاد الشبهة عنهم.