عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
العميد ... من الكٌتاب إلى مونبلييه
28 أكتوبر 2020
كتبت ــ سالى رفعت
طه حسين فى انتخابات جامعة القاهرة بحضور سهير القلماوى - صور ـ أرشيف الأهرام


ولد طه حسين على سلامة فى 15 نوفمبر 1889 بعزبة الكيلو من مغاغه بالمنيا، سابع الأبناء لوالده الموظف الصغير بشركة السكر بالقرية، فقد بصره وعمره اربع سنوات لاصابته بالرمد، الحقه والده بالكتاب، تمتع بذاكرة حافظة وذكاء متوقد مكناه من تعلم اللغة والحساب وأتم حفظ القرآن الكريم فى العاشرة، بالاضافة للأدعية والاشعار والقصص، ثم التحق بالتعليم الازهرى 1902، ولحق بآخر درسين للامام عبده قبل وفاته، سكن بحى الجمالية فى ربع بحوش عطي، وظهرتأثره بها فى كتاب سيرته الذاتية «الايام» الذى نشر 1929وصور ذكريات حية نابضة بوصف دقيق لشخصيات عديدة ونماذج عجيبة من سكان الربع .



انتسب الى الجامعة المصرية 1908، وعمل بصحيفة الجريدة1910، حصل على الدكتوراة الاولى عام 1914 عن رسالته «ذكرى ابى العلاء»، وهو أول مصرى يحصل عليها فأرسل ببعثة دراسية الى جامعة منوبيلييه فى فرنسا، درس علم النفس والادب الفرنسى والتاريخ الحديث، وتعلم الفرنسية فى عام واحد، تعرف على زوجته الفرنسية السويسرية «سوزان بريسو»خلال دراسته هناك وانجب منها امينة ومؤنس، وساعدته على دراسة اللاتينية، وقرأت عليه كثيرا من الأدب الفرنسي، حصل على الليسانس فى الآداب من جامعه السوربون فى 1917، ثم الدكتوراة فى «فلسفة ابن خلدون» فى 1918.



عاد لمصر فى اكتوبر 1919 ليعين فى الجامعة المصرية كأستاذ للتاريخ القديم ، ثم استاذا لتاريخ الادب العربى بكلية الآداب، وانضم لجريدة السياسة بمقالاته «حديث الاربعاء» من 1918 حتى اواخر 1922، جمع المقالات فى كتاب من ثلاثة اجزاء بنفس العنوان 1925،واصدر كتابه «فى الشعر الجاهلي» 1926 واثار ضجة هائلة وواجه محاكمة خرج منها بريئا، وعين عميدا لكلية الاداب فى 1928.



رفض باسلوب لبق طلب رئيس الوزراء منحه الدكتوراة الفخرية لسياسيين لأنهم ليسوا علماء او مفكرين ، فأبعده من عمادة الكلية وعينه مراقب التعليم الابتدائى فى وزارة الأوقاف، ففضح الحكومة فى جريدة الاهرام فى حوار أجرى معه، فقررت الحكومة«فصل طه حسين افندى من جميع وظائفه الحكومية»، فتظاهر الطلاب من الجامعات والمدارس الثانوى والمثقفون والأساتذة منددين بما حدث قائلين « انه ليس عميد كلية الاداب فقط بل انه عميد الادب العربى كله».



عقب فصله كتب مقالاته فى جريدة كوكب الشرق، واعيد للجامعة استاذا فى كلية الاداب عام 1934، ثم عميدا لها من 1936 حتى مايو 1939 حيث استقال من العمادة وظل استاذا بالكلية ، انتدب مراقبا للثقافة فى وزاره المعارف فى اواخر 1939 حتى فبراير 1942 حين عين مستشارا فى وزارة حزب الوفد، وانتدب مديراً لجامعة الإسكندرية فى العام نفسه، واحيل للتقاعد فى اكتوبر 1944، عين وزيرا للمعارف فى يناير 1950.



تأثر فى بداية حياته الفكرية بثلاثة مفكرين هم الامام محمد عبده، قاسم امين، احمد لطفى السيد، مزج بين حضارتى الشرق والغرب، نشر التعليم وقضى على الامية الى جانب قضايا التجديد فى الادب والفكر ، خلف بعد وفاته ارثا ادبيا يقدر باكثر من 380 كتابا منها «فى الصيف» 1928، «لحظات» 1942، رواية «دعاء الكروان» 1957، بالإضافة إلى ترجمة العديد من الاعمال منها «نظام الاثينيين»، «روح التربية»، اسس مع حسن محمود مجلة «الكاتب المصري».



حصل على عدة دكتوراة فخرية من جامعات العالم، منها جامعة ليون، مونبلييه ، مدريد، روما، اكسفورد، واثينا، وجائزة الدولة للآداب 1949، وجائزة الدولة التقديرية فى الادب العربى 1959، وقلادة النيل1965، وجائزة من لجنة حقوق الانسان بالامم المتحدة 1973.



شيعت جنازته من تحت قبة الجامعة وودعه 150 ألفا من طلابه.