عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أنور السادات صاحب القرار!
15 أكتوبر 2020
مرسى عطا الله


9 – ربما يكون السؤال الضرورى الذى يلح على أذهان وعقول أجيال جديدة لم تعش معنا تلك الأيام الصعبة والمجيدة هو: على أى أساس اتخذت مصر قرار الحرب وذهبت إليها بالفعل بعد 6 سنوات فقط من حدوث النكسة المريرة فى معارك 5 يونيو 1967.. ألم يكن مثل هذا القرار فى ظل هذه المعطيات مقامرة تتجاوز حدود المغامرة!



والجواب باختصار يتلخص فى قيمة وأهمية الدروس المستفادة من حرب الاستنزاف التى يعود إليها الفضل فى سرعة الخروج من خنادق الهزيمة وزيادة طاقات الأمل نحو آفاق النصر الممكن.. وأظن أن الرئيس السادات بنى قراره على النقاط العشر التى كانت محل إجماع فى حزمة تقديرات المواقف التى رفعتها إليه – بناء على طلبه – عدة جهات سيادية على المستويين السياسى والعسكرى فى مطلع عام 1973 وقبل أن يقرر لقاء الرئيس السورى حافظ الأسد فى اجتماع سرى اقتصر عليهما وحدهما فى إحدى الاستراحات العسكرية بمنطقة برج العرب فى ربيع عام 1973، للاتفاق علي دخول الحرب معا فى توقيت واحد.. وهذه النقاط هي:



1 إن إسرائيل ليس بمقدورها شن هجوم عسكرى ولو كان فى إطار ما يسمى الضربة الوقائية لعدم توافر الظروف الإقليمية والدولية التى يمكن أن تبارك مثل هذا العدوان.



2 إنه حتى لو توافر المناخ الإقليمى والدولى لإسرائيل - وهذا شبه مستبعد حاليا – فإنها تحتاج إلى فترة من الوقت لا تقل عن 6 أشهر وربما عام كامل لزرع بذور التوتر واختلاق المبررات التى تمهد لأى عمل عسكرى من جانبها وهو ما يجعل عام 1973 مناسبا لنا لكى نسبق إسرائيل ونضرب ضربتنا.



3 إن إسرائيل لا تملك المعلومات الكافية عن قدراتنا العسكرية بمثل ما كان عليه الحال قبل معارك يونيو 1967 وذلك يحول دون إقدام إسرائيل على المغامرة بتوجيه ضربة طائشة ضدنا – لو خابت – ستكون نتائجها مدمرة على إسرائيل.



4 إننا حققنا تقدما ملموسا على طريق حرمان إسرائيل من أهم مميزاتها الميدانية فى مسرح العمليات وهى المفاجأة والسرعة والمغامرة بحيث لايتكرر ما حدث فى معارك يونيو بصنع نصر خاطف يرتكز إلى الاختراق والتطويق.



5 إن البند الرئيسى فى استراتيجية المواجهة الإسرائيلية معنا يرتكز إلى العمل على استبعاد أى احتمالات للهزيمة التى تعنى لإسرائيل الموت.



6 إن إسرائيل لا تملك قدرة الحرب على أكثر من جبهة فى وقت واحد.



7 إن جنرالات المؤسسة العسكرية يعارضون الذهاب إلى أى حرب دون وجود ضمانات بتوافر دعم سياسى وعسكرى كامل وتأييدات من جانب أمريكا.



8 إن إسرائيل لا تملك عمقا استراتيجيا كافيا يمكنها من حرية الحركة والمناورة ويسمح لها بتبنى نظام الدفاعات المتتالية إذا اشتعل القتال عند حدودها!



9 إن حجم القوة البشرية فى إسرائيل لا يسمح بالدخول فى حرب طويلة الأمد أو تحمل خسائر فادحة فى الأفراد أو استمرار حالة التعبئة العامة لأكثر من عدة أسابيع.



10 إن الروح المعنوية العالية والاستعداد القتالى بعد استيعاب الأسلحة الحديثة المتطورة ونجاح تحريك حائط صواريخ الدفاع الجوى ليغطى جبهة القناة بأكملها يمثل فرصة تستوجب سرعة استثمارها.



وبعد غد السبت نستكمل الحديث