عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أشياء لا تلتقى
15 أكتوبر 2020
فاروق جويدة


هناك أشياء لا تجتمع أبدا لا يجتمع الإيمان مع الظلم.. ولا يجتمع الحب مع الخداع..ولا يجتمع الصدق مع الخيانة..لا يمكن أبدا ان يقبل قلب المؤمن أن يكون ظالما..والإيمان ليس فقط الصلاة والصيام والحج ولكن الإيمان أسلوب حياة ألا تعتدى على حقوق احد أو أن تحرم إنسانا من حق أو مكانة.. إن للإيمان أبوابا كثيرة تبدأ بصفاء القلب وتنتهى بكلمة حق ..وللظلم أيضا أبوابا كثيرة تبدأ بالبطش وتنتهى عند الاهانة.. والإيمان اقرب طريق لراحة البال وقد يسخر البعض ويستخف بكلمة راحة البال.. واليقين هو راحة البال أن تنام راضيا قانعا مسلما كل أمورك لله..أما الظلم فهو لا يعرف طريقا للامان.. إن الظالم لا ينام وهو يخاف من كل الأشياء انه يخاف الموت ويخشى المرض ورغم جبروته يخاف حساب الله إنه لا يرتاح فى نومه لأن الضحايا يطاردونه فى كل مكان.. أما الحب فهو ارقى ما خلق الله فى الأرض وهو أغلى ما عرف الإنسان والحب ليس الغناء الجميل والمشاعر الصادقة .. إن دعوات الأم ورضا الأب ورحمة الجيران وعدالة الحاكم وصدق الضمير والكلمة الطيبة وابتسامة الطفل والإخلاص فى العمل وإنصاف المظلوم وحساب الظالم هذا هو الحب.. ومن صدق فى حبه لا يعرف الخداع فى مواقفه.. إن مشاعر الحب تضيء والخداع يضلل كل الأشياء وحين يوجد الحب تهرب أشباح الظلم والخداع .. أما الخيانة فهى تدمر كل الأشياء إنها اخطر أعداء الحب وهى اقرب الطرق للظلم والخداع وحين تبدو حشود الخيانة فلا حب ولا عدل ولا أمانة.. وفى أزمنة تغيرت فيها ملامح الأشياء تجد الحب المزيف والظلم والخداع والكراهية ويتحول العالم إلى غابة من الأشباح تحمل ملامح البشر.. وتبحث وسط هذا كله عن الإنسان الذى خلقه الله راقيا مترفعا عادلا محبا للحياة وقد دمر كل شيء فيها..لقد احرق المزارع واستباح الحقوق وقتل الأطفال وفتح النيران فى كل مكان .. وبعد أن كان نداء السماء دعوات للعدل أصبح الظلم سيدا فوق الجميع وأصبح الخداع تاجا على رءوس ضعاف النفوس والضمائر ووقف الإنسان يسأل وأين الحب كان يوما هنا ومضي..