بعد عدة أسابيع من بدء الفصل الدراسى الأول فى مقاطعة جنيف، تصاعد الجدل حول الزى المدرسى لدرجة خروج احتجاجات طلاب وطالبات المدارس الثانوية (الكوليج) رفضًا لعقاب يجبرهم -وعلى وجه الخصوص الفتيات- على ارتداء «تى شيرتات» فضفاضة فى حال قيامهم بارتداء ملابس غير مناسبة، واصفين الإجراء بأنه مهين للجميع واعتداء على الحرية الشخصية، ومتحيز ضد المرأة على وجه الخصوص.
جاء ذلك فى أعقاب قيام إدارة إحدى المدارس الحكومية بالتصدي لنحو اثنتى عشرة طالبة بالمرحلة الإعدادية ارتدين ما يكشف عن البطن والذراعين والساقين (تتراوح أعمارهن بين 12 و15 عامًا)، وإجبارهن على ارتداء القمصان الفضفاضة (تى شيرتات بيضاء تصل إلى الركبة وذات مقاس كبير)، وفى حال رفضهن يتم منعهن من دخول الفصول الدراسية، وهو عقاب يتنافى مع لوائح المدرسة ويمكن أن يكون له تأثيره على درجات الطالبات السنوية. ومن المعروف أن الزى الرسمى الموحد تفرضه بعض المدارس الخاصة للأثرياء فى سويسرا، ولكنه غير منصوص عليه فى لوائح المدارس الحكومية التى تتفق فيما بينها على قواعد معتدلة ومتعارف عليها للزى المناسب.
تسببت الواقعة فى تنظيم عشرات المراهقين من الجنسين وقفة احتجاجية أمام مبنى المدرسة بصحبة عدد من أولياء الأمور وأعضاء المنظمات النسوية مطالبين بمراجعة قواعد الزى المدرسى التى تم اعتمادها فى عام 2014. كما رفع المحتجون لافتات تندد بالقمصان البيضاء مطلقين عليها اسم «قمصان العار»، وانضم للاحتجاج الطلاب والطالبات من مقاطعات سويسرية أخرى باستخدام شبكات التواصل الاجتماعى، رافضين العقاب الموجه فى الأساس للمراهقات حيث يُطلب منهن ستر أنفسهن، ولكن يتم التغاضى عن سلوكيات ومظهر الفتيان.
وفى تصريح من جانب آن إيمرى توراسينتا، عضو برلمان مدينة جنيف عن ملف التعليم، أكدت محاربة المدارس لكل أشكال التمييز، مع التشديد على ضرورة عدم الخلط بين النقاش النسوى حول جسد المرأة ومتطلبات إدارة المؤسسات التعليمية. وأشارت جمار روسلر رئيسة اتحاد المعلمين السويسريين إلى تفهمها غضب المراهقين من العقاب الذى وصفته بغير التربوى، وإن كانت مع إرساء قواعد عادلة للجميع لتفادى رؤية «بطون وأكتاف عارية» فى المدرسة، وهو ما يفتح المناقشة حول شكل «الملابس المناسبة» فى المدارس السويسرية.