السفير محمد العرابى: لم نكن نستطيع استرداد أرضنا بالعمل الدبلوماسى دون قوة عسكرية
أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق ، أن حرب أكتوبر المجيدة تعد أبرز أحداث القرن الماضى، مضيفا أن تحريك الموقف العسكرى على الأرض بمثابة العامل المحرك للموقف السياسى، بما يمكن القول إنه تم قهر أحد المفاهيم السياسية المعروفة بسياسة فرض الأمر الواقع على الأرض بالقوة العسكرية واحتلال الأراضى.
وأضاف أن العلاقات الدولية شهدت خلال تلك الفترة استقطابا حادا بما يتعلق بالانضمام إلى أحد المعسكرين، وهنا نشأت صعوبة واجهت الدبلوماسية المصرية، وكان من الضرورى التحرك بتوازن دقيق لتقليص مخاطر سياسة الوفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى السابق، وتأثير ذلك على توازن القوى فى المنطقة، وبما قد يؤثر على قرار الحرب. وأشار إلى العلاقة الواضحة بين القوة العسكرية والجهد الدبلوماسى فقد قبل الرئيس جمال عبدالناصر القرار رقم 242 الصادر عن مجلس الأمن فى نوفمبر 1967 فى إطار نهج دبلوماسى مصرى يجنح للحلول السلمية، ولكن إسرائيل لم تعره اهتماما حتى بلغت حرب الاستنزاف ذروتها، ما دفع وزير الخارجية الأمريكى وليام روجر لتقديم مبادرة لوقف إطلاق النار تمهيدا لإجراء مفاوضات، وقد استفادت مصر من هذه الخطوة باستكمال بناء حائط صواريخ الدفاع الجوى. وقال العرابى إن الرئيس السادات بدأ حكمه بمبادرة فى فبراير 1971 وعرض فيها إعادة فتح قناة السويس وعودة المهجرين المصريين لكن لم يلتفت إليه أحد حتى حرب أكتوبر 1973، مضيفا أن مصر لم تكن تستطيع أن تسترد أرضها بالعمل الدبلوماسى دون أن يكون مستندا على قوة عسكرية تسبق انطلاقه وتحمى استمراره وتجعله قادرا على تحقيق وثبة نحو السلام. ولفت إلى أن الموقف الأمريكى قبل أكتوبر 1973 كان محوره التأكيد على الحفاظ على أمن إسرائيل والتفوق العسكرى الإسرائيلى، ولم تتحدث الدبلوماسية الأمريكية فى وقتها عن إمكانية الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة والتحدث عن السلام بصفة عامة.