عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ثلاث أوكرانيات يطلقن حملة صديقة للبيئة فى مصر
11 أكتوبر 2020
فتوح سالمان


كاترينا وهيلينا وايرينا ثلاث فتيات أوكرانيات يقمن ويعملن فى مصر منذ خمس سنوات، جمعت بينهن الصداقة والاهتمام بقضايا البيئة ولأنها قضية عالمية فهى مسئولية كل إنسان على ظهر الكوكب ايا كانت جنسيته ومكان إقامته، فجميعنا مسئولون كما تقول كاترينا التى تعمل فى احدى شركات الطاقة النظيفة، ومن أجل ذلك قررت أنا وصديقاتى إطلاق منصة تفاعلية للتوعية بقضايا البيئة ونشر السلوكيات الصديقة للبيئة من مصر بعنوان بـ «ايجى ايكولاند»



وتضيف: إن المصريين ليسوا استثناء فعدم الوعى بخطورة السلوكيات البشرية على التوازن البيئى مشكلة عالمية، وعند قدومى الى مصر لاحظت أننى كلما ذهبت إلى «السوبر ماركت» أعطونى كمية كبيرة مجانية «الأكياس» البلاستيكية وهو ما كان جديدا بالنسبة لى ففى بلدى أنت تدفع ثمن الكيس الذى تضع فيه مشترياتك وهذه الثقافة منتشرة جدا، فحتى عندما تطلب طعاما من الخارج تجده معبأ فى عدد لانهائى من الأكياس والعبوات غير الضرورية، وعندما كنت ارفض هذه «الأكياس» كانت الناس تتعجب بالإضافة الى سلوكيات أخرى مثل إلقاء القمامة فى الشارع، فكل شخص يعتقد أنه ليس دوره تنظيف المكان من حوله بل مسئولية طرف آخر. كاترينا لاحظت ذلك رغم أنها تقيم فى حى المعادى الراقى ومن ثم بدأت مع صديقاتها فى إطلاق المنصة والدعوة لعدة فعاليات لتنظيف الشوارع القريبة من منزلها وفى مدينة نصر ونظموا فعاليات أخرى فى عدة أماكن يشارك فيها بعض الشباب وتقول: فكرة كوننا أجنبيات تستهوى البعض وتدفعهم للمشاركة من باب التسلية، لكن آخرين يشاركون بدافع إيمانهم بالفكرة. نظمنا عدة فعاليات للتوعية فى بعض الجامعات وكانت تستعد لجولات المدارس لولا جائحة كورونا التى اوقفت هذه الأنشطة التفاعلية مؤقتا. وتستطرد قائلة: فكرت كثيرا فى سبب انتشار القمامة فى شوارع القاهرة التى كانت واحدة من أنظف مدن العالم قبل خمسين عاما فقط فلم أجد تفسيرا معقولا، فالأمر لا علاقة له بمستوى التعليم أو المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى فحتى الاشخاص المتعلمين يلقون بقمامتهم فى الشارع، وأحيانا أشاهد اشخاصا يركبون سيارات فارهة ويعيشون فى أحياء راقية ويلقون بأكياس القمامة على قارعة الطريق دون ادنى تفكير، وبالرغم من الحملات الحكومية والفردية للتوعية بهذه المشكلة إلا انها مازالت غير مؤثرة، والمشكلة التى واجهتنا أن كثيرا من العاملين فى هذا الحقل يستسلمون سريعا عندما لا يرون رد فعل ايجابيا لكننا نؤمن بأن التأثير يحتاج إلى سنوات وأن العمل فى هذه القضية يحتاج إلى النفس الطويل فتغيير سلوكيات مجتمع بالكامل مسألة صعبة وغير ممكنة، ولذلك نحن نعمل على مستوى الإفراد فإذا ما وصلت فكرتنا إلى 10 اشخاص فالشخص الواحد سينقلها إلى اخرين، وهكذا.



من خلال المنصة تقدم الأوكرانيات الثلاث نصائح من أجل تبنى أسلوب حياة صديق للبيئة اعتمادا على عدة محاور رئيسية منها رفض استخدام المنتجات المدمرة للبيئة، فاذا ذهبت لـ «سوبر ماركت» احمل معك حقيبة قماشية ولا تشتر المنتجات التى تستخدم مرة واحدة فقط مثل الاكياس البلاستيك وأكواب الشاى الكارتونية بل استخدم اكوابك الخاصة، وتؤكد كاترينا أن اغلب الناس يعتقدون أن جميع منتجات البلاستيك يمكن إعادة تدويرها لكن هذا غير صحيح فأغلب المنتجات التى تصلح للاستخدام مرة واحدة غير قابلة لإعادة التدوير، ولكى تكون صديقا للبيئة، كما تنصح حاول اعادة استخدام كل ما تشتريه لأطول فترة ممكنة وقلل استهلاكك ولا تشتر إلا ما تحتاجه وليس ما تريده فكل قطعة ملابس تشتريها دون حاجة ملحة هو دعم منك لصناعات تضر البيئة. وكما تقول كاترينا فإن تكن صديقا للبيئة فليس امرا صعبا لكنه يحتاج فقط الى شعور بالمسئولية الذاتية والتفكير فى كل شىء قبل أن تشتريه أو تستخدمه تلقى به فى سلة المهملات.