عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الحرب مستمرة
6 أكتوبر 2020
جميل عفيفى


من المعروف ان حرب اكتوبر المجيدة هى آخر الحروب النظامية فى المنطقة وربما تكون فى العالم، رغم وجود حروب اخرى مثل الخليج الاولى وعاصفة الصحراء واحتلال العراق، ولكنها بكل المقاييس لا ترقى الى حرب اكتوبر المجيدة التى أظهرت فيها القوات المسلحة المصرية قدرتها الفائقة على تحقيق نصر عظيم على قوة كبرى وان تلقنها دروسا عديدة فى الفكر العسكرى وفنون القتال، وايضا اعادة البناء بعد 6 سنوات من التدمير الكامل. والحقيقة لم تنته الحرب ولكن تختلف اساليبها وفنونها، ومع التطور التكنولوجى اصبحت الحروب الجديدة اكثر خطورة، لأنها تستهدف عقول المواطنين من خلال الشائعات والتشكيك فيما يعرف بحروب الجيل الرابع، كما أنها ايضا اختلفت بعدما ظهرت التنظيمات الارهابية العابرة للحدود والممولة من اجل محاربة الجيوش النظامية بدلا من خوض معارك حقيقية على الارض وهو ما ظهر جليا بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق، والخسائر التى تكبدتها، لذا ظهر فيما بعدها التنظيمات الارهابية. وبما ان مصر الدولة الكبرى فى منطقة الشرق الاوسط والقوة القادرة على حماية حدودها، لذا فان مصر تتعرض الآن لحرب شرسة هدفها تمزيق الدولة من الداخل من خلال حروب الجيل الرابع، بعد ان استطاع جيش مصر ان يقضى على البنية التحتية للارهاب، فأصبح الطريق الوحيد حرب العقول و بث الشائعات وإدخال افكار غير صحيحة و الضغط المستمر على الدولة من أجل استنفارها. ان مثل تلك الحروب تتطلب وعيا عاليا لتفنيد كل الأكاذيب، و تماسك ووحدة الشعب المصري، الذى وقف بجانب جيشه فى حرب اكتوبر والبطولات ضد الإرهاب، الآن على الشعب ان يقف مع نفسه خلال هذه الحرب الشرسة .