عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الصين والأمم المتحدة.. «75 عاما» تعاون من أجل السلام
29 سبتمبر 2020
وانج ماو هو ــ نائب رئيس تحرير مجلة «الصين اليوم»


العالم يستفيد من المفاهيم الصينية المدرجة فى وثائق الأمم المتحدة



 



تحتفل الأمم المتحدة فى هذا العام، 2020، بذكرى مرور خمسة وسبعين عاما على تأسيسها. فى الخامس عشر من هذا الشهر، افتتحت أعمال الدورة السنوية الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو اجتماع هام يعقد فى فترة تاريخية خاصة.



إن الأمم المتحدة، بصفتها المنظمة الدولية الأكثر عالمية وتمثيلا وسلطة، قد أدرجت فى وثائقها فى السنوات الأخيرة العديدَ من المفاهيم الصينية، ومنها على سبيل المثال «رابطة المصير المشترك للبشرية»، مما يدل على الاعتراف الواسع النطاق والاستجابة الإيجابية من المجتمع الدولى لتلك المفاهيم.



 فى الوقت الحاضر، يؤدى وباء كوفيد- 19 إلى تطورات متسارعة كبرى لم يشهدها العالم على مدى قرن من الزمان، وقد انفتح العالم على فترة مضطربة من التغيرات. إن «الوقوف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة» و«دمج الحكمة الشرقية» و«الدعوة إلى المفهوم الصينى للإنصاف والعدالة والاحترام المتبادل» و«التعاون المربح للجانبين»، كلها مفاهيم ستستمر فى قيادة اتجاه العصر وتحديد الاتجاه الصحيح للسلام والتنمية فى العالم.



  فى الثانى والعشرين من يونيو 2020، دوى التصفيق فى قصر الأمم فى جنيف، فقد تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- مرة أخرى- قرار «تعزيز التعاون المتبادل المنفعة فى مجال حقوق الإنسان» الذى قدمته الصين، والذى يدعو إلى بناء نمط جديد للعلاقات الدولية ورابطة المصير المشترك للبشرية، وهو القرار الذى تبناه المجلس قبل ذلك فى سنة 2018.  



 فى السنوات الأخيرة، تلقى سلسلة من المفاهيم الدبلوماسية الجديدة والأفكار الجديدة والبرامج الجديدة التى اقترحتها الصين ردود فعل إيجابية من مختلف البلدان، بفضل جاذبيتها وتأثيرها وحيويتها، وتتحول تلك المفاهيم باستمرار إلى إجماع دولي. فى نوفمبر 2016، أدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة «الحزام والطريق» فى قرار لها لأول مرة؛ وفى الدورة الخامسة والخمسين للجنة الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية التى عقدت فى فبراير 2017، تم تضمين مفهوم بناء رابطة المصير المشترك للبشرية فى قرار للأمم المتحدة لأول مرة؛ وفى سبتمبر 2017، أدرجت الدورة الحادية والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة مبدأ «التشاور والبناء والتمتع المشترك» فى قرار «الأمم المتحدة والحوكمة الاقتصادية العالمية»؛ وفى ديسمبر 2018، أصدرت الدورة الثالثة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن الفقر الريفي، جاء فيه أن مفهوم «التخفيف المستهدِف للفقر» الصيني، يتوافق إلى حد كبير مع مبادئ التعددية التى تدعو إليها الأمم المتحدة، متسقا مع الركائز الثلاث للسلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان، ومتكاملا مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.



وقد  صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأن إستراتيجية الصين «الحد من الفقر بتدابير مُستهدفة» هى «الطريقة الوحيدة» لمساعدة أشد الناس فقرا وتحقيق الأهداف الكبرى لخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وأشار أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن الصين ليست ملتزمة فقط بتنميتها، وإنما أيضا بتنمية العالم من خلال مبادرة «الحزام والطريق» وتعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وخلق آفاق جديدة للتعاون الدولى والتنمية الاقتصادية فى المستقبل.



ترتبط المفاهيم الصينية ارتباطا وثيقا باتجاه العصر، بما يتماشى مع التطلعات المشتركة لشعوب جميع البلدان من أجل السلام والتنمية، وتتفق مع تطلعات السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك.



 منذ اندلاع وباء كوفيد- 19، تم تسليط الضوء بشكل أكبر على الحاجة الملحة إلى اتحاد وتعاون الدول لمواجهة التحديات المشتركة، كما يعترف المجتمع الدولى على نحو متزايد بالقيمة العصرية والأهمية العالمية للمفاهيم الصينية. وقد أكدت ياسمين شريف، مديرة صندوق «التعليم لا يمكن أن ينتظر» التابع للأمم المتحدة، أنه فى مواجهة وباء كوفيد- 19، من الأهمية بمكان ممارسة مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية.



 تستخدم الصين إجراءات عملية لتعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وتوسع بنشاط التعاون الدولى من خلال منصات عامة مثل مبادرة «الحزام والطريق» لضخ زخم قوى فى قضية السلام والتنمية العالميين وضخ طاقة قوية فى بناء نظام حوكمة عالمية. تقدم الصين منتجات عامة للحوكمة العالمية من خلال مبادرة «الحزام والطريق» وصندوق طريق الحرير والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية وبنك بريكس للتنمية الجديد؛ ومن خلال إنشاء صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة وصندوق التعاون فيما بين بلدان الجنوب. يقوم صندوق التعاون فيما بين بلدان الجنوب بتنفيذ مشروعات للحد من الفقر والتعاون الإنمائى فى البلدان النامية، ويساهم فى النهوض بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.



 فى الوقت الحالي، وبسبب تداعيات كوفيد- 19 وتزايد الأحادية والحمائية والهيمنة، تتعاظم مخاطر التشرذم والمجابهة والفوضى فى المجتمع الدولي. فى اللحظة الحرجة، تنفذ الصين بنشاط مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية، وتدعم بقوة منظمة الصحة العالمية وتتعاون مع الدول الأخرى لمكافحة الوباء، ويشمل ذلك: تقديم مليارى دولار أمريكى من المساعدات الدولية فى غضون عامين لدعم مكافحة الوباء وتعافى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى البلدان المتضررة من الوباء، وخاصة البلدان النامية؛ تعاون الصين مع الأمم المتحدة لإنشاء مستودعات ومراكز طوارئ إنسانية عالمية فى الصين، وتسعى الصين جاهدة لضمان سلاسل إمداد مواد مكافحة الوباء، وإنشاء قنوات خضراء للنقل والتخليص الجمركي؛ تقيم الصين آلية تعاون بين ثلاثين مستشفى صينى وأفريقي، وتسرع فى بناء مقرات المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتساعد أفريقيا على تحسين قدراتها فى الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها؛ وبعد الانتهاء من بحث وتطوير اللقاح الصينى لفيروس كورونا الجديد ووضعه قيد الاستخدام، سيتم استخدامه كمنتج عام عالمى لتقديم مساهمة الصين فى تحقيق إمكانية الوصول إلى اللقاح والقدرة على تحمل تكاليفه فى البلدان النامية؛ تعمل الصين مع أعضاء مجموعة العشرين لتنفيذ «مبادرة تعليق سداد ديون البلدان الأكثر فقرا»، وهى على استعداد للعمل مع المجتمع الدولى لزيادة الدعم للبلدان التى تعانى من الأوبئة الشديدة والضغوط لمساعدتها على التغلب على الصعوبات الحالية.



إن ثمة أسبابا موضوعيه للاعتقاد بأنه طالما تلتزم دول العالم بمفهوم المصير المشترك والتضامن والتعاون وتصون التعددية وتلتزم بالانفتاح والفوز المشترك، فإن جميع دول العالم ستعمل معا للخروج من ضباب الوباء فى وقت مبكر والتحرك نحو مستقبل مشرق من التنمية والازدهار.