عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حقيبة يدك «أونلاين» من عزبة خيرالله
27 سبتمبر 2020


«مش بس اتعلمنا الخياطة اتعلمنا إننا ممكن نخرج للدنيا ونبتدى فى أى وقت, أنا عمرى 54 سنة وده أكثر وقت فى حياتى حاسة فيه بالأمل ومش خايفة من بكره». هكذا تصف السيدة أمانى الدسوقى تجربتها بعد أن أصبحت محترفة فى تصنيع الحقائب القماشية الفاخرة وتحقق دخلا تستطيع من خلاله أن تعول أسرتها القاطنة فى عزبة خيرالله وعن طريق ورشة «بوتون آب» لتمكين النساء اقتصاديا، استطاعت هى وعشرون سيدة أخرى ان يقدمن منتجا منافسا غير تقليدى بألوان زاهية وجودة عالية يتم تسويقه من خلال الانترنت بمجموعة من العارضات والمصورين وخبراء التسويق المحترفين.



الفكرة كما يشرحها صلاح غانم أحد المؤسسين بدأت فى عام 2014عندما كان وزملاؤه طلابا فى الفرقة الثالثة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ثم قرروا التطوع لتعليم الأطفال فى عزبة خير الله إحدى المناطق الأكثر فقرا بمحافظة القاهرة وخلال هذه المدة لاحظنا أن أغلب أسباب تسرب الأطفال من التعليم هو الفقر وعجز الأسر عن إعالة أطفالها أو إتمام تعليمهم وبالتالى فكرنا فى تقديم مساعدة حقيقية تخدم المجتمع وتصنع فارقا فى حياتهم ولأن السيدات هن العائل الأساسى لأغلب الأسر فكرنا فى تقديم المساعدة لهن من خلال توفير فرصة عمل تناسب ظروفهن العائلية والاجتماعية، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس ورشة لتعليم الخياطة أو ما يشبه مصنعا صغيرا نقوم فيه بتدريب السيدات على الخياطة والتفصيل وركزنا على تصنيع الحقائب القماش للسيدات وأكياس البقالة الصديقة للبيئة ومستلزمات المؤتمرات وإكسسوارات «اللاب توب والموبايل» وغيرها ثم قمنا بتأسيس شركة بوتون آب كشركة لريادة الأعمال ذات أهداف مجتمعية غير ربحية وبحثنا عن اسم يناسب المستهلك الذى نخاطبه وهو الشباب والشركات الكبرى لنؤسس لماركة مميزة ودورنا هو التسويق وفتح مجالات للشراكة مع مؤسسات مجتمعية أخرى ولم نتوقف حتى أثناء أزمة كورونا بل على العكس حولنا نشاطنا إلى تصنيع العباءات الطبية بالتعاون مع الهلال الأحمر وتوزيعها على المستشفيات ومقدمى الرعاية الطبية واستمر نشاطنا فى تقديم البرامج التعليمة للأطفال وتقديم المساعدات للأسر الأكثر احتياجا خلال فترة الإغلاق ونجحنا فى تحقيق اسم مميز لمنتجاتنا ونستعين بخبرات متنوعة فى التصميم والتسويق من أجل تحقيق مبيعات أكثر تحقق دخلا أكبر للسيدات ونسعى للتوسع فى مناطق أخرى وتدريب عدد اكبر من السيدات ومساعدتهن فى فتح مشروعات خاصة بهن.



وتشرح السيدة تغريد رمضان المشرفة على التدريب أن مواعيد العمل مرنة كى تناسب ظروف السيدات الأسرية والهدف هو فتح باب رزق لهن وإعطاؤهن فرصة لإنجاز ذاتى والشعور بالقيمة الحقيقية للعمل وعندما لا يكون هناك «طلبيات شغل» لهن الحق فى استخدام الماكينات فى أعمالهن الخاصة وبعضهن يقمن بتفصيل الملابس والملايات والمفارش وبيعها لحسابهن بالإضافة إلى عملهن فى تصنيع الحقائب، ورغم أن السيدة تغريد أكبر سنا من مجموعة الشباب المؤسسين إلا أنها تعمل متطوعة لتقدم خبرتها فى مجال التفصيل والخياطة للسيدات، وتقول قبل عشر سنوات كان لدى أنا وزوجى مصنع صغير للملابس الداخلية ولكننا اضطررنا إلى إغلاقه لنقص العمالة المدربة ولهذا كنت دائما أتمنى أن انقل خبرتى فى مجال التدريب لمن يستحقها ويحتاجها وهو ما حدث مع نساء عزبة خيرالله واليوم عندما أرى المنتجات التى تصنعها أيديهن بخامات من القطن المصرى وتصميمات ذات طابع مصرى جدا، أشعر بالسعادة والامتنان لهن لإعطائى مثل هذه الفرصة.