عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«اللاتينيون» حين يقترعون
21 سبتمبر 2020
د. وحيد عبدالمجيد


لا يفيد دائمًا الاعتماد على الاستطلاعات الوطنية، التى تشمل الولايات الأمريكية كلها أو معظمها، فى توقع نتائج الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة. فى كثير من الأحيان، تكون مراقبة الاستطلاعات فى ولايات متأرجحة، أو ذات أهمية خاصة، أكثر فائدة. وكان التركيز فى قراءة اتجاهات الناخبين فى الاستطلاعات الوطنية فقط أحد أسباب ما قيل إنه إخفاق لآلية استطلاع الرأى العام فى انتخابات 2016. فقد كان الخطأ فى آلية قراءة الاستطلاعات، أكثر منه فى آلية الاستطلاع فى حد ذاتها. ولهذا يتعين الانتباه إلى أن الاستطلاعات الوطنية التى تُظهر تقدم المرشح الديمقراطى جو بايدن بشكل مستمر منذ أكثر من شهرين قد تصبح مضللة إذا لم تؤخذ فى الاعتبار الاستطلاعات فى ولايات ربما تكون نتيجة الاقتراع فيها حاسمة0 ومن أهمها ولاية فلوريدا، التى فاز بها المرشح الجمهورى دونالد ترامب قبل أربعة أعوام. وتزداد أهمية متابعة الاستطلاعات فى هذه الولاية تحديدًا بعد أن اشتدت سخونة الحركة الانتخابية فيها بعد زيارة ترامب ثم المرشحة نائبة للرئيس فى بطاقة بايدن. فقد أظهرت استطلاعات أخيرة أُجريت بها تراجع دعم الأمريكيين من أصول لاتينية لبايدن، الأمر الذى يُعد نكسة لحملته التى حققت تقدمًا فى أوساطهم فى فترة سابقة. والأرجح أن هذا التراجع يعود إلى إخفاق حملة بايدن فى كسب ثقة الجاليتين الكوبية والفنزويلية، اللتين ركزت عليهما حملة ترامب عبر استغلال الرفض الغالب فيهما للسياسات الاشتراكية فى البلدين، عبر اتهام المرشح الديمقراطى بأنه اشتراكى. وإذا صح هذا التفسير، فسيكون على حملة بايدن أن تضع ضمن حساباتها احتمال الخسارة فى فلوريدا، التى يُمثل المواطنون من أصول لاتينية نحو 25% من عدد الناخبين بها، وتعود أصول كتلة كبيرة منهم إلى كوبا، بخلاف ولايات أخرى يزداد فيها ذوو الأصول المكسيكية بين اللاتينيين الذين قد يكون اتجاه تصويتهم هذه المرة فارقًا فى تحديد نتيجة الانتخابات الأمريكية. ويشمل اللاتينيون من يُعرَّفون أنفسهم على أن أصولهم تعود إلى بلدان فى أمريكا اللاتينية وإسبانيا، أى مهاجرون أو أبناء وأحفاد مهاجرين منها، سواء كانت هذه الأصول كاملة أو جزئية.