عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المهمة الصعبة
18 سبتمبر 2020
000;


أنا سيدة فى الأربعين من عمرى، ويكبرنى زوجى بسنة واحدة، وقد تزوجنا منذ سبعة عشر عاما، وأنجبنا ولدين وبنتا، وقبل زواجى كنت أعمل فى جهة مرموقة، وزوجى يعمل بالخارج، وهو الأخ الأصغر لزوج أختى الكبرى، وتمت خطبتى له عن بعد بحكم معرفتنا الطيبة بأهله فقط، وفى أول إجازة له تم الزواج سريعا، وسافر بعدها بشهر، ووجدتنى حاملا، وبعد وضع مولودى بثلاثة أشهر قدمت على إجازة من عملى، وسافرت إليه، ثم أنجبت مولودا آخر، ومددت الإجازة، إلى أن نفدت إجازاتى كلها، وعندما أردت الحصول على إجازة مرافقة الزوج، ردوا علىّ بأن اللائحة تنص على سنة واحدة، وقررت العودة لمصر، ولكن زوجى رفض عودتى، وأقنعنى بأننا لسنا فى حاجة إلى عملى، بالرغم من أننا فى ذلك الوقت لم تكن لدينا شقة، ولا أموال، وبالفعل قدمت استقالتى، وكان غباء وسلبية منى، فهو لا يحب العمل، وخلال حياتى معه فى الغربة، كان يعمل سنة، ويجلس فى المنزل سنتين، ويستدين من الآخرين، وكان كريما معنا جدا، كما كان كريما أكثر مع الأخريات من النساء، وكنت أقول فى نفسى: «ربنا يهديه ويصلح حاله»، ولا أقوى على اتخاذ أى قرار، إذ لا مكان لى بعد وفاة أمى وأبى، وحتى وظيفتى تركتها، وعندما ساءت أحوال الدولة التى نعيش فيها طلب زوجى منى العودة لمصر على وعد منه أن يستمر فى العمل، ثم لحقنى، وباع الشقة، ونعيش فى إيجار مفروش، وصرنا بلا عمل، وأحاول البحث عن وظيفة، لكنه «عايش على الفيس بوك»، وأكاد أنفجر، ونحن لا نجد قوت يومنا.



 



 ولكاتبة هذه الرسالة أقول:



 



من الواضح أن زوجك يعانى اضطراب «الشخصية الاعتمادية»، وتبين ذلك من عدم قدرته على اتخاذ القرارات، وتجنب الوظائف التى تتطلب تحمل المسئولية، وعدم القدرة على البدء فى أى مشروع، والميل إلى السذاجة والعيش فى الخيال، وهو شخصية كسولة، ولم يتعلم معنى الزواج والعمل وبذل الجهد، ولسان حاله يقول: «إذا كانت الأمور تمشى بشكل أو بآخر، فلماذا أجهد نفسى وأتعب؟»،



وأنصحك أن تتحدثى معه بهدوء وتسأليه: ما الذى يحب أن يعمل فيه؟، وما هو المجال الذى يرغب أن يبدع به؟، وشجعيه وكونى له السند والداعم الحقيقي، فإن لم يستجب فننتقل للبديل الثانى وهو أن تبوحى له بإرهاقك من تحملك المسئولية، وعليه هو أن يفكر فى حلول لما تعانونه، وعليك أن تضعيه فى مواجهة حقيقية مع نفسه ومع المسئوليات التى يجب أن يتحملها، وحاولى قدر الإمكان ألا تقدمى له أى حلول واتركيه يواجه المشكلات، ولا تساعديه إلا فى حالة واحدة هى البحث عن فرصة عمل أو مشروع صغير، وأرجوك أن تتخلى عن فكرة الطلاق الآن، وتحلى بالصبر وطول البال، فنحن بصدد تغيير قناعات وشخصية إنسان عاش وتربى بطريقة خاطئة، والمهمة قد تكون صعبة ولكن نتائجها بإذن الله ستكون جيدة.